• Post published:19/09/2024

 

 

الحلقة الثالثة عشر (والأخيرة)

 قضاء الوقت واللهو عند البدو

 

قوافل الجمال تقطع فيافي الصحراء ليلا
قوافل الجمال تقطع فيافي الصحراء ليلا

 

تراثنا – بقلم المؤرخ صالح هواش المسلط :

 

لأهل البادية فنونهم وتراثهم وآدابهم ، تنوعت وتعددت ، بتنوع المواقع التي سكنوها في الفيافي والصحاري، وأخذت هذه المظاهر بالتلاشي، بتوقف الغزوات والكر والفر ، والاتجاه إلى الاستقرار في المدن ،فلم يبقى غير التعيش على فنون الماضي وذكرياته (حلقات الدراسة) .

 

 

صالح هواش المسلط
صالح هواش المسلط

 

 

في الحلقة الثالثة عشر (والأخيرة) ، يختتم المؤرخ صالح هواش السلط دراسته القيمة: “قضاء الوقت واللهو عند البدو” التي تتناول حياة البادية في حقبة الاربعينيات في القرن الماضي ، ويرسم للقارئ صورة جمالية ساحرة لمسير قوافل الجمال في طريقها إلى نزل جديد ارتحلت إليه ، في اطار بحثها الدؤوب عن الماء والكلأ ، فيقول :

 

الكرم والجود العربي تتصدره دلة القهوة والفناجين والتمر
الكرم والجود العربي تتصدره دلة القهوة 

والبدويات ماهرات في امتطاء الأباعر ، يتسلقنها برشاقة دونما حاجة إلى إناختها ، وحركة الظعون هذه واهتزازها وتهاديها في السير ، ومنادمة النساء فوقها وحدوهن ومناغاة الأولاد على ظهورها ، وحولها الفرسان والمشاة الزاحفة والإبل المحملة والمتلاحقة بعضها وراء بعض ، والمنتشرة على مسافاة دون نظام  ، ذلك من أروع الحياة البدوية ، لا سيما إذا كان ذلك في صفو الربيع ونمو الأعشاب ،وفوجان الشيح والقيصوم والخزامي ، وفي هداة الفجر أو ضوء القمر ، وسكون الطبيعة في البراري والصحارى المترامية الأطراف .

 

والحق أن هداة الفجر أو السجر لا تبدو على أتمها إلا في البادية ، فلا ليل في الجلال كليل البادية ، ولا صبح في الجمال كصبحها ، ولا نهار في الشدة كنهارها .

 

 

وما أجمل قول زهير بن أبي سلمى في معلقته حينما تمثلت في خاطره ظعائن الحبائب ، متحملات تغشيهن سدول صفيقة النسيج ، وكلة وردية الحواشي ، فتبعهن ببصره الحزين وقلبه الواله ، ووصف ما سلكته من طرق ونزلته من منازل ، حتى بلغن المنزل الذي أردنه.

 

وما أحلى أسلوبه في استحضار هذه الذكرى حتى لكأنها ماثلة للعيون ، فو تبصر صاحبه قليلاً لرآها :

 

 

البداوة والصحراء وفناجين القهوة

 

 

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن 

 

بكرن بكوراً واستحرن بسحرة 

 

وفيهن ملهى للصديق ومنظر 

 

فلما وردن الماء زرقاً جمامه 

 

تحملن (بالعلياء) من فوق (جرثم)

 

وراد حواشيها مشاكهة الدم 

 

فهن ووادي الرس كاليد للفم 

 

أنيق لعين الناظر المتوسم 

 

وضعن عصى الحاضر المتخيم 

 

أنتهى ..

 

 

طالع الحلقة الثانية عشر :

 

البدوي لا يترك العدو يصل إلى هودجه إلا على جثته 

 

 

 

نُشرت في مجلة تراثنا – العدد 42

أنقر للتفاصيل

 

 

مجلة تراثنا - العدد 42 سبتمبر / أكتوبر 2010م

 

 

هواتف مركز المخطوطات والتراث والوثائق - الكويت

 

 

تواصل مع تراثنا 

 

اترك تعليقاً