أوراق مضيئة في مسيرة أحمد المبارك المطوع طوتها السنون 14
-
الفرحان : لم يزد تصاهر الأديب الإماراتي محمد الشيبة العتيبة مع الشيخ أحمد المبارك المطوع إلا علماً وأدباً وفضلاً.
تراثنا – التحرير :
يواصل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” عبر زاويته “ تراثيات د . الفرحان ” سرد ما سطره في كتابه النادر عن حياة ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) المطبوع في نيودلهي ( الهند ) الطبعة الأولى الوحيدة التي خصنا به.
يستكمل د . الفرحان في هذا الفصل الحديث عن صهر الشيخ أحمد المبارك المطوع فيقول : كان صهره الشيخ الأديب محمد الشيبه من بيت علم ، حيث كان والده قاضيا في دولة الأمارات، ورث عن والده العلوم الأساسية ، ولما جاء إلى الكويت وتعرف على الشيخ ( أحمد المبارك ) وصاهره ، كانت له غنيمة ، ازداد علماً وأدباً .
لا أنسى يوم ان كنا ندرس في المعهد الديني ونحن صغار ، كان يلقن عبدالرزاق ابن الشيخ بعض المعلومات في النحو ، ليقولها أمام الطلاب في الدرس ، فيعجب الأستاذ والطلاب من هذا العلم لهذا الولد الصغير .
عرفت الأخ أبا خالد في الفحيحيل ، وهو وأخوه الشاب الألمعي سلطان كما عرفت أولاده، كانوا على درب الشيخ أحمد في العلم والكرم والخلق .
ولما عاد الشيخ الأديب محمد الشيبة ” يرحمه الله ” *إلى دولة الإمارات بلده الأصلي ، كان إلى جانب تقدير الناس له لعلمه وأدبه وكرمه ، صار ذا حظوة لدى الحكام ، فاعتلى هو وأولاده عدة مناصب راقية ، في دولة الأمارات ، وخاصة في عجمان والشارقة .
ولما تقاعد فتح ديوان والده لاستقبال الضيوف والعم ، وجعل قسماً منه مكتبة عامة ، ونظم لها الموظفين الخاصين ، يستفيد منها الناس ويشرف عليها ابنه الأكبر خالد صاحب الهمة والبشاشة والأدب الجم .
لقد كان لي وزوجتي وأولادي شرف زيارة هذه الأسرة الكريمة والبيت المضياف ، بيت العلم والأدب .
لقد انعكست تربية الوالد والوالدة على أولاد الشيخ أحمد في دراستهم ومعيشتهم ، فنشأ من أولاده وأحفاده العديد ممن حاز على شهادات عالية في الطب والعلوم والهندسة والشريعة ، ومن بينهم الدكتور يوسف الأستاذ بالجامعة .
ديوان الروضة
ومضى إلى القول : لقد أحيا ابن الشيخ عبدالرزاق ذكر والده ، واتصف بأهم صفاته ، ففتح ديوانه عامراً في منطقة الروضة ، بالعلم والكرم واستقبال الناس والضيوف ، وبشاشة الوجه ورحابة الصدر ، وزيارة الناس والقيام بواجب الحياة الاجتماعية كما كان يفعل والده من قبل .
ويشير إلى جلسة أسبوعية يقعدها بحضور أحد العلماء لذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ، كما يتم نشد فيها الاشعار والنظم المناسب ..
ذكريات الرفاعي مع الشيخ المبارك المطوع
محرر تراثنا :
في الحلقة القادمة يتحدث د .راشد الفرحان عن صلته بالشيخ أحمد المبارك المطوع ، وبما أن الشيء بالشيء يذكر ، فقد اخترنا من كتاب ( الفحيحيل مرتع صباي ) لمؤلفه عبد الرزاق السيد يوسف الرفاعي هذه السطور عن ذكرياته مع الشيخ أحمد المبارك المطوع ..فيقول :
وبمناسبة ذكر الشيخ أحمد المبارك المطوع فمهما أشدنا بمناقب ذلك الرجل فلن نوفيه حقه من التبجيل والتكبير، فقد أبصرت أعيننا نحن الصغار فوجدنا ذلك الرجل المبجل أمامنا يلفنا بعطفه فهو الأب الحنون والمؤدب المخلص والمعلم المتفاني، وكنا نحن الصغار نحب التقرب منه لحلاوة حديثه وما ينشره حوله من حكايات خفيفة الظل فلا يستنكف عن ملاطفة الصغير والعطف على الكبير ناهيك عن تدينه وورعه المنقطع النظير، كما له فضل كبير على سكان الفحيحيل جميعا، فهو معلم ومؤدب أولادهم جميعا، وهو إمام وخطيب مسجدهم، وعاقد زواجهم، والحكم فيما يحدث بينهم من نزاعات أو صراعات.
كما أنه يتسم بالكرم الشديد، فله ديوان عامر طوال الليل والنهار، كما يؤمه الكثير من الناس من داخل القرية وخارجها لقراءة الرقية الشرعية عليهم من آيات الذكر الحكيم، فقد كان رجلاً مباركاً شفي على يديه كثير من الناس بإذن الله تعالى، وسآتي على ذكر سيرته العطرة فيما بعد، وكل ما كان يقوم به ذلك الشيخ الجليل هو من دون مقابل لا يريد به إلا وجه الله تعالى…
*توفي محمد عبدالله الشيبة النعيمي “يرحمه الله ” في إمارة عجمان عن 92 عاما ( وُلد عام 1923 م ) .
يتبع لاحقا
طالع :الحلقة السابقة (الثالثة عشر ) :مداعبات الشيخ أحمد المبارك المطوع