باعتباره من رعايا الكويت
حكمت المحكمة الشرعية بملكية أرض أم قصر على أساس ملك الأجداد لها
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
كتبت قبل إحدى وثلاثين سنة في جريدة (القبس) بحثا عن ملكية الكويت لأم قصر واستندت في وقتها على وثائق ثلاث خاصة بالسيد عبدالرحمن العريعر (ورثها عن آبائه) كنت قد حللت خطها وحبرها وورقها ومحتواها الوثائقي والتاريخي وأختامها وطوابعها .
• أم قصر وما حولها أرض كويتية مثبتة تاريخياً ولاتقبل المساومة.
• وثائق عراقية ” طابو ” تعود للكويتي عبد الرحمن العرير ورثها عن آبائه اعترفت بملكيتهم لأم قصر تاريخياً.
• الوثائق تقر بحدود الكويت المتفق عليها في الاتفاقية البريطانية العثمانية 1913م.
• نفس الحدود وافق عليها رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد والشيخ أحمد الجابر عام 1932م.
• “مركز المخطوطات” تحقق لديه صدق المحتوى التاريخي للوثائق وأقر خبراء في القاهرة نتيجة ما توصلنا إليه.
وعندما أعجب صاحبها بتقريري عنها بالصورة التي كتبت، أراد التثبت أكثر فذهب بها إلى القاهرة فعرض تقريري على خبرائها، ثم جاءني (يناير1994م) فرحاً بما صدّق الخبراء هناك على ما كتبت فأقول : بالوثائق العراقية الصادرة عن الطابو (البلدية) هناك أن أم قصر وما حولها أرض كويتيةوحدود الكويت المثبتة تاريخيا لاتقبل المساومة .
اقرار عراقي بالحدود
فالوثائق التي حققتها وهي ثلاث وثائق عراقية تثبت حدود الكويت المتفق عليها في الاتفاقية البريطانية العثمانية عام 1913م وهي الحدود نفسها التي وافق عليها نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي والشيخ أحمد الجابر الصباح عام 1932م والمؤشرة بالخط الأخضر على الخرائط المرفقة بالاتفاقية المذكورة.
اعتراف بريطاني بالحدود
بريطانية تبلغ الشيخ أحمد الجابر ، وهي القوة المنتدبة على العراق ، اعترافها بالحدود التي يراها هو وهي صحيحة بين العراق والكويت والتي تعطيه جزر وربة وبوبيان ومسكان وفيلكة وعوهة وكبر وأم المرادم وقاروه.
نص محضر بريطاني
الوثيقة البريطانية رقم 2132/F0371 مارس 1914 م وهي نص محضر وزارة الخارجية البريطانية تضمن كيفية تخطيط الحدود الكويتية من كل الجهات مع العراق ونجد ومع الأحساء والقطيف اللتين كانتا تحت الاحتلال العثماني منذ عام 1870م .
وفيما يلي نص المحضر : ” تعتبر حكومة صاحب الجلالة بأن الحدود في الشمال هي الخط المار من خور الزبير والذي يمر مباشرة من جنوب أم قصر وصفوان إلى جبل سنام.”، أما وثائقنا الثلاث فتقول : ” باتجاه شاطئ بحر خور عبدالله كاظمة باتجاه غربها جبل صفوان .”.
تفنيد
والوثائق تكرر فيها ذكر مرة دولة الكويت وفي الوثيقة الثانية إمارة الكويت وأرض دولة إمارة الكويت والأرض الداخلة في إمارة الكويت وأرض تتبع دولة إمارة الكويت المجاورة وهي رد على المزاعم التي تقول إن الكويت تابعة للعراق .وورد في الوثائق الثلاث ما يلي : “أرض أم قصر لسلمان بن عريعر شيخ قبيلة بني خالد من رعايا إمارة الكويت يطلب بشكواه أساس ملك أجداده قبل تأسيس الحكومة الملكية في العراق”.
جاء في الوثائق المذكورة أن الشيخ سلمان بن عريعر تقدم بدعوى أمام المحكمة الشرعية في البصرة على الطابو (البلدية) فحكمت له وبعد أربع سنوات من المطالبات من الشيخ سلمان العريعر والطعن بالطابو صدر الحكم له بملكية الأرض .
الكويتيون أول من قطن بوبيان : ضايقت الدولة العثمانية الشيخ مبارك وأرادت تقليص حدود الكويت ففي أواخر شهر ذي الحجة عام 1319هـ/1902م أقامت نقاطاً عسكرية عثمانية في جزيرة بوبيان وفي أم قصر وعلى بئر صفوان معتبرة أن تلك المواقع غير داخلة في حدود الكويت .
أحتجاج مبارك
فقدم الشيخ مبارك إلى الدولة العثمانية احتجاجا بتاريخ 25 من محرم عام 1320هـ/1902م مطالباً بحدوده وباسترداد ذلك الموقع وأن أم قصر سميت بهذا الاسم لإشادة أحد الكويتيين وهو ابن رزق قصراً له فيها ، وأن جزيرة بوبيان أول من قطنها الكويتيون (العوازم) لصيد الأسماك وكذلك الحال في بئر صفوان فإنها محطة قوافل أهل الكويت وتحت تصرفهم ومنذ أمد بعيد .
وإذا زدنا على ذلك ملكية المواطن الكويتي سلمان ابن عريعر للأرض في أم قصر في مساحة تقدر (1250دونم) (الدونم 1000متر مربع) كما أقرت المحكمة له مساحة 250 دونم والبقية عليه بمطالبة حكومة الكويت أما تواريخ الوثائق الثلاث فهي كالتالي :
ـ الأولى في 2 من رجب 1342هـ والمصادف 25 من شباط (فبراير) 1924م .
ـ الثانية في 2 من كانون الأول (ديسمبر ) 1343هـ، 1924م .
ـ الثالثة في 3 من رمضان 1348 هـ المقابل 1/2/1930م .
وفي الوثائق الثلاث حكمت المحكمة الشرعية لسلمان العريعر من رعايا الكويت بملكية أرض أم قصر على أساس ملك أجداده بمئتين وخمسين دونما ، وفي الحقيقة هناك الكثير من المعلومات في هذا الموضوع أعرضت عنها وذلك لضيق المساحة .
والله والمستعان ..
(*)رئس مركز المخطوطات والتراث والوثائق رئيس تراثنا
طالع موضوع ذي صلة :
أبناء عريعر يستلهمون تاريخ الكويت مع د .الشيباني
العراق بما فيها محافظة تركية فهي ليست دولة بل صنيعة بريطانية فلولا بريطانيا لما وُجِدَت العراق وجنوب العراق البصرة ارض كويتية بحتة والتاريخ يشهد بذلك