خذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك ، ولا يجعل فيك مقالاً لقائل (4)

تراثنا – التحرير : يمثل كتاب ” حِلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي ولهذا سميت ب “حلية طالب العلم ” .

عَدد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض الحِلى ، سوف ننشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ، وفي هذه الحلقة سوف نستكمل بقية سلسلة بنود الحلية ( حلقات الكتاب كاملة) .

د .بكر ابو زيد

• التحلي بالمرؤة وما يحمل من مكارم الأخلاق والأنفة من غير كبرياء وعزة من غير جبروت .

• أحذر ضعف الجأش وقلة الصبر وضعف المكارم فإنها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قول الحق .

• زيف الحضارة يؤنث الطباع ويشغلك بالتأنق ، بينما يصل المجدون إلى غاياتهم وانت مكانك !

• اللباس عنوان انتماء الشخص ووسيلة التعبير عن ذاته ، فكن حذراً في لباسك ، لأنه يعبر لغيرك عن انتماءك.

• 

8 – التحلي بالمروة (1)

يوضح الشيخ ابو زيد المقصود بهذا البند فيقول : التحلي بالمرؤة ، وما يحمل إليها من مكارم الأخلاق وطلاقة الوجه ، وإفشاء السلام ، وتحمل الناس ، والأنفة من غير كبرياء ،والعزة في غير جبروت ، والشهامة في غير عصبية ، والحمية من غير جاهلية .
وعليه : فتنكب ” خوارم المرؤة ” في طبع ، أو قول ، أو عمل من حرفة مهينة ، أو خلة رديئة ، كالعجب ، والرياء ، والبطر ، والخيلاء ، واحتقار الأخرين، وغشيان مواطن الريب .

9 – التمتع بخصال الرجولة
تحت هذه البند يوضح المؤلف أبو زيد ” رحمة الله عليه ” اهمية الشجاعة وشدة البأس في الحق ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف ، حتي تنقطع دونك آمال الرجال .

ويحذر من خوارم ذلك قائلا : وعليه .. فاحذر نواقضها ، من ضعف الجأش ، وقلة الصبر ، وضعف المكارم ، فإنها تهضم العلم ، وتقطع اللسان عن قولة الحق ، وتأخذ بناصيته إلى خصومه ، في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده .

10 – هجر الترفه
وهنا ، يتوسع الشيخ في تفصيل البند ، نأتي على جانب منه ، فيقول : لا تسترسل في “التنعم والرفاهية ” فإن البذاذة من الإيمان ، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور ،وفيه ” ,إياكم والتنعم وزي العجم ، وتمعددوا ، واخشوشنوا ..” رواه ابن الجعد (2)

خذ اللباس ما يزينك ولا يشينك

ويحذر من مضادة ذلك ، فيقول : وعليه ، فَازْور عن زيف الحضارة ، فأنه يؤنث الطباع ،ويرخي الأعصاب ، ويقيدك بخيط الأوهام ، ويصل المجدون لغاباتهم وانت لم تبرح مكانك ، مشغول بالتأنق في ملبسك ، وإن كان منها شيات ليست محرمة ومكروهة ، لكن ليست سمت صالحاً ، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص ، بل تحديد له ، وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات ؟فكن حذراً في لباسك ، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك في الانتماء والتكوين ، والذوق ،ولهذا قيل : الحلية في الظاهر تدل على ميل الباطن ، والناس يصنفونك من لباسك ، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تنصيف اللابس من :
الرصانة والتعقل
أو التمشيخ والرهبنة
أو التصابي وحب الظهور

ويقول : فخذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك ، ولا يجعل فيك مقالاً لقائل ، ولمزاً للامز ، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك ، بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي ، كان ادعي لتعظيمك والانتفاع بعلمك ، بل حُسن نيتك يكون قربة ، لأنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق .

الناس كأسراب القطا
ويستطرد الشيخ أبو زيد في شرحه : وفي المأثور ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (3) ( أحب إلي أن انظر القارئ ، أبيض الثياب ) اي ( ليُعظم في نفوس الناس ، فيَعظم في نفوسهم ما لديه من الحق ) .
والناس كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه – والكلام للشيخ ابوزيد – كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض (4) .

التصابي واللبس الافرنجي
ويحذر في ختام توضيحه للبند العاشر من كتاب الحلية : فإياك ثم إياك ولباس التصابي ، أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه ، وليس معني هذا أن تأتي بلباس مشوه لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع ، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن .

وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة والرقاق ، لا سيما في (الجامع) للخطيب ، ولا تستنكر هذه الاشارة ، فما زال اهل العلم ينبهوه على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس ،والله اعلم .

هامش :
1- فيها مؤلفات مفردة ، انظر : معجم الموضوعات المطروقة ص /392
2- مسند علي بن الجعد 1/517 رقم 1030 ..وأصله في الصحيحين وغيرهما .
3- الاحكام للقرافي ص / 271
4- مجموع الفتاوي 28 /150

تواصل معنا

زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا )

حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر

يوتيوب – حلية طالب العلم ( المجلس الرابع ) د .عمر المقبل

مجلة ( تراثنا ) الورقية

الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق

• لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..

التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه

هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +