الحلقة الرابعة
(دراسة النص العربي..أصوله وتحقيقه وإخراجه)
تراثنا – التحرير :
في الحلقة الرابعة ، تواصل تراثنا استعراض دراسة ( النص العربي .. أصوله ، تحقيقه ، إخراجه) للباحث في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت د.فلاح محمد الهاجري (*) ، حيث يستكمل ما سبق نشره ، ويتناول في هذا الجزء من الدراسة البند التاسع : ( التصحيف والتحريف) .
-
بعض من أهل العلم لا يفرق بين التصحيف والتحريف في الآثار العلمية ، فلا يكاد يسلم كتاب من هذه الآفة .
-
من الخطأ إغفال الإشارة لروايات أخرى التي قد يجد القارئ فيها وجهاً أصوب مما ارتآه مُقيم النص .
-
عند توفر روايتين تحمل كل منهما نصف الصواب ونصف الخطأ ينبغي أن التوفيق بينهما دون اغفال الأخرى .
تاسعاً ( التصحيف والتحريف )
وهما أكبر آفة مُنيت بها الآثار العلمية ، فلا يُكاد كتاب منها يسلم من ذلك ، ومن أهل العلم من لا يفرقون بينهما ، ويجعلونهما مترادفين ، ومنهم من يجعل التصحيف خاصاً بالاقتباس في نقط الحروف المتشابهة في الشكل كالباء والتاء والثاء مثلاً ، ويجعل التحريف بتغيير شكل الحروف ورسمها ، كالدال والراء ، والدال واللام مثلاً .
1- أبرز كتب التصحيف والتحريف: كتاب الحسن بن عبدالله العسكري (ت/282) ، وكتاب الحافظ علي بن عمر الدار قطني (ت/385) ، وكتاب التنبيهات على اغاليط الرواة ، لعلي بن حمزة البصري (ت/375) .
2- تصحيح الأخطاء : قد يجد المحقق في اختلاف روايات النسخ ما يعينه على استخراج الصواب من نصوصها ، وعليه :
أ – أن يختار الصواب مقيماً للنص ومؤدياً إلى حسن فهمه ، وألا يغفل الإشارة إلى جميع الروايات الأخرى ، التي قد يجد القارئ فيها وجهاً أصوب من الوجه ألذي ارتآه .
ب – أن يوفق بين روايتين ، تحمل كل منهما نصف الصواب ،ونصف الخطأ ، إذا اقتضى التحقيق ذلك ، فهو جدير أن يثبت من ذلك ما يراه ، على ألا يغفل الإشارة إلى الروايات الأخرى .
ج – أن يتقيد بمقارنة الصور الحرفية ، التي تقلبت فيها العبارة في النسخ ، في حال وقوعه في عدة عبارات كلها محرف ، وذلك بحيث لا يخرج عن مجموعها بقدر الإمكان .
3 – الزيادة والحذف : وهما أخطر ما تتعرض له النصوص ، إلا أنه لا مانع من أن يُلحق بالكتاب أو يحذف منه ما هو ( ضروري متعين ) لإقامة النص مما لا ضير فيه ولا إخلال بالأمانة ، ومع هذا فالواجب على المحقق أن ينبه على ذلك أيضا وكذلك في حال الزيادة المتعينة .
4 – التغيير والتبديل : إن احداثهما في النسخة العالية يخرج بالمحقق عن سبيل الأمانة العلمية ، ولا سيما التغيير الذي ليس وراءه إلا تحسين الأسلوب ، أو تنميق العبارة ، فهذه تعد جناية علمية صارخة ، حتى لو قرن ذلك بالتنبيه ، إلا ما تفتضيه الضرورة الملحة ، ويحتمه النص ، مما هو واضح وضوح الشمس ، أو يكون المؤلف قد نص على إجازة إصلاح أخطائه ، ومع ذلك فلا بد لصاحب هذا المذهب من التنبيه على صورة الأصل .
نستكمل لاحقا ما تبقى من ( التصحيف والتحريف ) .
طالع : الحلقة (الثالثة ) السابقة : عمر الورق والمِداد ونوع الخط يكشف زيف المخطوطة
هامش :
(*) : نقلاً عن مطوية صادرة عن مجلة الوعي الإسلامي الكويتية رقم (3) هدية العدد ( 642 ) 2018 م ، (مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق).
تواصل مع تراثنا
أصول اصل العربي, أفة منيت بها الأثار العلمية, أكبر آفة, أهل العلم, إخراج النص العربي, إخلال بالأمانة, إصلاح الخطأ في النص, اخطر ما تتعرض له النصوص, استخراج الصواب من النصوص, الآثار العلمية, الأخلال بالأمانة العلمية, الإشارة إلى جميع الروايات, الباء والتاء والثاء, التحريف بتغيير شكل الحروف ورسمها, الترادف, التصحيف بالاقتباس, التصحيف في نقط الحروف المتشابهة في الشكل, التصحيف والتحريف, التغيير لتحسين الأسلوب, التغيير والتبديل في النص, التقيد بمقارنة الصور الحرفية, التنبيه على صورة الأصل للنص, التوفيق بين روايتين, الحذف من النص الأصلي والتنبيه إليه, الخروج عن الأمانة العلمية, الدال والراء والذال واللام, الدكتور فلاح محمد الهاجري, الزيادة والحذف, المؤلف وإجازة النص, المحقق والأمانة العلمية, النسخة العالية, تحسين الأسلوب في النص, تحقيق النص العربي, تصحيح الأخطاء في النسخ, تقلب العبارة, تنميق العبارة, جناية علمية صارخة, حسن الفهم, حسن فهم النص, دراسة النص العربي, ضروري متعين, عدم أغفال, ما تقتضيه الضرورة الملحة, ما يحتمه النص, مترادفين, مجلة تراثنا, مقيم النص, نصف الصواب ونصف الخطأ, واضح وضوح الشمس, وجه أصوب من وجه آخر, وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت