تم انتقاؤه للمهمة بناء على خبرته ومعرفته بعادات وتقاليد الإمارات
تراثنا التحرير : سافر الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي مبعوثاً لأمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح ” يرحمهما الله ” في مهمة رسمية ما قبل استقلال الكويت ( الاستقلال 24 من ديسمبر 1960 ) إلى أمارة أبوظبي مدة ستة أسابيع بناء على طلب حكومة إمارة ابو ظبي ليساعد في تنظيم دوائرها الحكومية حتي تستقر على أسس سليمة في بداية تطورها . .
-
جابر الأحمد :لا بد أن أمتدح نجاح مهمة الصرعاوي التي استغرقت أسابيع في أبو ظبي .
-
إختيار “الصرعاوي مبعوثاً لأبوظبي جاء لدوره في تطوير دوائر الكويت منذ بدايتها.
-
الصرعاوي يضع نظم لدائرة البلدية والخدمات الصحية والإجتماعية ودائرة الأشغال والجمارك في أبوظبي..
-
رحلة “الأسابيع الستة “تاريخية ..وتعبر عن همً الكويت الأول منذ نشأتها على دعم مسيرة تطوير بلاد العرب.
وقد دونت أعمال هذا الرجل في “رحلة الأسابيع الستة لإمارة أبوظبي ” تلك في كتيب صغير قدم له سمو الشيخ جابر الأحمد ” يرحمه الله ” عندما كان رئيساً لدائرة المالية والاقتصاد حيث قال في بعض كلمات المقدمة : ” وقد كان رائدنا في الإختيار ليس فقط أن يكون المبعوث مدركاً لأهمية العمل المكلف به ، ولكن أيضاً أن يكون ممن أسهم مع غيره في دوائر حكومة الكويت منذ بداية تطورها ونهضتها ، وأن تكون لديه من الخبرات ما يمده بالبصمة وسعة الأفق وحسن التقدير للعادات والتقاليد والقيم في المجتمع المبعوث له ، حتي يدرك عن وعي الإحتياجات والمشكلات فيخطط لها البرامج اللازمة لمواجهتها .
ولاشك عندي أنه من دواعي سرورنا جميعاً أن يكون للشباب الكويتيين يد في المساهمة مع أشقائهم من أبناء الخليج في بناء مجتمع عربي يستمد وجوده من التراث العربي الإسلامي المشترك، ويستلهم حاضره من الماضي المجيد الذي عاشه سكان هذه المنطقة منذ فجر التاريخ حينما تلاقت حضارات الشرق والغرب القديمة على أرضه ، وحينما كانت مياهه الممر الحضاري الذي خاضته سفن عربية فتحت عيون الغرب على كنز الشرق ومدنيته العريقة .
ثم ختم رحمه الله : ” لا بد في هذا التقديم أن أمتدح ما قام به الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي في مهمته التي استغرقت ستة أسابيع في إمارة أبوظبي الشقيقة ، ولكني أترك الحكم على هذا العمل لمن يطلع على تقريره ، وكل ما أرجوه أن تكون الأعمال التي قام بها والتوصيات التي أشار لها ، ذات نفع للبلاد الموفد إليها في الوقت الحاضر والمستقبل ، كما أرجو أن تكون هذه المهمة فاتحة خير وبركة للتعاون المشترك المنشود بين أبناء الخليج العربي وبين ابناء الأمة العربية في شتى أقطارها لنصل سوياً ، إخوة متشابكي الأيدي مؤتلفي القلوب في شتى أقطارها على مستقبل باسم وغد مشرق ترفرف في سمائه ألوية المحبة والعدالة والرفاهية ، والله الموفق” .
جابر الاحمد الصباح
مقدمة :
واستهل الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي مبعوث حكومة الكويت تقرير رحلته بقلمه قائلا ً: إنه لشرف كبير أن أكون مبعوث حكومتي.. إلى حكومة أبوظبي الشقيقة.. وذلك للمساعدة والمشاركة في تنظيم شؤون أبوظبي المحلية ، والإدارية والفنية كما أنني مغتبط ومسرور لإتاحة الفرصة للعمل على خدمة ذلك الجزء من أجزاء الوطن العربي الكبير ، العزيز علينا جميعاً .
مجمل ما قام به المبعوث من أعمال :
أولاً :
• إنشاء دائرة البلدية و الخدمات الصحية والاجتماعية :
– نظام إجراء العمل في الجمارك .
– تحديد اختصاصات دائرة الأشغال العامة.
– مشروع نظام جوازات السفر والإقامة.
– مشاريع أولية : إجتماعية ، صحية ، رياضية .
– توصيات عامة : ثقافية ، صحية ، إجتماعية .
ثانياً :
• التخطيط لإحتياجات البلاد في كافة المجالات التعليمية والعمرانية والإقتصادية والصحية والإجتماعية والإدارية .
مع مذكرة تفسيرية بالإحتياجات الأولية للتنظيم .
• إجراء دراسة عامة للمجتمع المحلي في أبوظبي.
• تأسيس مكتب للعمل والعمالة .
الخاتمة :
وقد ختم الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي بخاتمة نجتزأ منها التالي :
“وطبيعة الإنسان في نفسه ، محور هذا الوجود ،وفيه استجابة لدواعي التغيير والتبديل والنزوع إلى التجديد والحركة في كل شيء يصادفه في حياته وهكذا يصدق قول المتنبي :
كلما انبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سناناً
ولقد تهيأ بالفعل لأهالي أبوظبي ، بفضل الله ثم هممهم العالية ، الشعور الصادق والعزيمة الأكيدة على متابعة ركب الحياة الحديثة والأخذ بأسباب التقدم والنهوض بما لا يتعارض ومعتقداتهم وبما يتفق مع القيم العربية الأصيلة التي انطبعت في نفوسهم كعرب مسلمين ، وماهي إلا فترة من الزمن حتى تراهم وقد اكتملت لهم مقومات النهضة الحديثة وسبل المعيشة الكريمة، فيتلاقوا مع إخوان لهم في سائر أجزاء الوطن العربي الكبير على اإستعادة سيرة أمتنا العربية في بلوغ أقصى درجات التقدم والنهوض .
أخيراً :
كانت ” رحلة الأسابيع الستة لأبوظبي “رسمياً.. تاريخية قام بتدوينها أحد بناة الكويت الحديثة وهو الأستاذ عبدالعزيز الصرعاوي ومثله كثير في بداية نشأة الكويت الفتية حيث كان همها الأول ومازال بجانب همومها الداخلية وتطورها هم إخوانها العرب ومساعدتهم في بناء وتطور بلدانهم وفي سجل الكويت الكثير من هذه الإنجازات والمساعدات لأمتنا العربية وهو ما سنبحثه ونسلط عليه الضوء في رحلات قادمة للكويتيين وغيرهم من الخليجيين ،و من الله نستمد العون .
،،،
انتقاها واختصرها
د . محمد بن ابراهيم الشيباني
رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق
رئيس تحرير تراثنا
عبدالعزيز الصرعاوي في سطور ” كونا “:
مواليد 1928م توفى في فبراير عام 2003 ويعد من الشخصيات المخضرمة منذ ما قبل اكتشاف النفط في الكويت وشغل مناصب عدة :
– حصل على الإجازة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1954 م
– لديه شهادات وخبرات أخرى من جامعة أكسفورد البريطانية خلال الفترة من 63-1964 م
– عام 1954 شغل منصب سكرتير لجنة الاسكان الحكومية وبعدها سكرتير دائرة الشؤون الإجتماعية
– شغل منصب وكيل وزارة مساعد ثم وزيراً للشؤون الإجتماعية والعمل ووزيراً لوزارة البريد والبرق والهاتف .
– في عام 1977 عين سفيراً في جمهورية العراق وبعدها سفيراً للمملكة المغربية وكان أول وزير يقلد مسمى سفير .
– كان عضواً في رابطة الأدباء ونادي الخريجين وجمعية الحقوقيين ورئيساً لرابطة الإجتماعيين الكويتية عام 1967 م
– وصل إلى عضوية البرلمان الكويتي .
– له إهتمامات ونشاطات أدبية وإجتماعية وتراثية وامتلك مكتبة ثرية بالكتب النادرة منذ بداياته ، آلت إلى المكتبة المركزية الآن.