(الحلقة الخامسة )
منتقي من (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق)
تراثنا – التحرير :
تواصل تراثنا نشر حلقات ومقتطفات من دراسة (شفاء الأسقام بالطب النبوي الأصيل بين النظرية والتطبيق) أهدته الباحثة الاستاذة السعودية سلوي صقر حسين المحمد (*) لمركز المخطوطات والتراث والوثائق بغرض تعميم الفائدة للباحثين والمهتمين .
الطب النبوي العلاجي
توضح الباحثة الاستاذة المحمد أن الإسلام جاء ليلبي احتياجات الإنسان ، ومنها حاجته للعلاج ، وكما خلق الله – تعالى – المرض ، فقد خلق له العلاج ،ففي الحديث الشريف : “ لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواءُ الداء برأ بإذن الله ” .
وهذا أدعي أن يبحث الإنسان عن دواء لأي داء يصيبه ، ولا يترك نفسه من دون علاج .
وأضافت :كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ينهي عن إهمال النفس، وتركها بحال المرض ، مدعيا الإنسان بأنه لا حاجة له بالتداوي ، لأن الله- تعالى – هو الشافي ، بل إن كون الله – تعالى – كذلك هو أدعى للأخذ بالأسباب ،وفيما ورد عنه – عليه أفضل الصلاة والسلام – : ” سُئل الرسول عن أدوية يتداوون بها ، وتُقاة يتَّقونها ، هل تردُ من قدر الله شيئاً قال : هي من قدر الله ” .
وبهذا أسّس نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لمفهوم عميق من عدم التواكل ، كما وأرسى قواعد انطلق منها علماء المسلمين وأطباؤهم .
وقالت :وقد جعل من الصدقة دواءً للمرض وسبباً للشفاء بإذن الله – تعالى – فقال عليه الصلاة والسلام : داوُوا مرضاكم بالصدقة ” .
علاج الحمى والصداع
وضربت الباحثة المحمد أمثلة على الطب العلاج الذي جاء في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر ت في علاج الحمّى كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بالكمادات الباردة ، حيث قال : “الحُمي من فيح جهنم فابْرُدوها بالماء”.
و في أوجاع الرأس والصداع ، كان يضع على رأسه – عليه الصلاة والسلام- عصبة ، وهو ما أكده العلم الحديث من أنه يخفف من الألم فعلاً .
ولا يقتصر اهتمام المسلم بصحته في ظرف من الظروف ، بل إن الاهتمام واجب في كل الظروف ، سواء كان مقيماً أو مسافراً .
طالع الحلقة ( الرابعة) :
رعاية الإسلام لصحة البدن والبيئة وتفاوت الآراء في إلزامية الطب النبوي
الطب النبوي النفسي والروحي
ومضت إلى القول : وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعانة بالقرآن الكريم ، بالإضافة إلى للعلاج ، فهو خير علاج ، قال الله – تبارك وتعالى – : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء (82) .وقال – سبحانه – : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) يونس 57 .
وعن العلاج الروحي قالت : حث على الرقية بآيات القرآن الكريم ، فهي شفاءٌ من الحسد والعين والسحر بإذن الله .
وحذر النبي – عليه الصلاة والسلام- كذلك من الغضب والحسد ، لما لهما من تأثير ومضار على الإنسان .
ونوهت من جهة أخرى بتكامل العلاج الجسدي والروحي في الاسلام موضحة : قد أكد الإسلام على أن العلاج النفسي جزء مهم من العلاج الصحي والجسدي ، وعلاقة المسلم بربه وإيمانه به يزيد من قوته النفسية ، فيجعله أكثر هدوءاً .
وشددت على الايمان بالقدر بقولها : كذلك الإيمان بالقَدَر يحعل المسلم مدركاً بأنه لا شيء يحدث إلا بأمر الله – تعالى – وأن أمره كله خير ، وبهذا تسكن نفسه وتتحسن ، ويصبح أكثر قدرة على مواجهة الأمراض النفسية والجسدية .
غلاف الدراسة
(*) :الباحثة السعودية الأستاذة .سلوى صقر حسين المحمد ،باحثة في الطب النبوي ، عضو كرسي الشيخ يوسف عبداللطيف جميل – جامعة عبد العزيز ، عضو منظمة الطب الأصيل العالمية ،عضو في الجامعة الطبية الإلكترونية، ومرشحة لجائزة الشيخ زايد في دورتها الثالثة .
يتبع لاحقا ..