حميمية مستمرة بين الحاكم والمحكوم
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :
الحديث ، عن الكويت وأسرة الحكم والشعب ، وارتباط بعضهم ببعض ، حديث موغل في التاريخ ، بدايته تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي ، حينما ألتف الحاكم والمحكوم ، وسارا في السفينة مع حجم المخاطر منذ ذلك التاريخ .
-
مُنيت كل محاولات النيل من تواد وترابط الشعب وحكام الكويت بالخذلان والخسران والخيبة عبر التاريخ في الداخل والخارج .
-
الكويت عصية على من يؤذيها لأنها لم تؤذ أحد ، ولا تعين على ظلم أحد ، واعمال شعبها حكامها لله وبالله ، وإلى الله يسعون .
مرة شدة رياح ، وأخرى أمواج عاتية ، وثالثة تصدع في جنبات السفينة ، من قبل المفتونين ، لكن كل ذلك لم يؤثر في الهدف الواحد بينهما ، وهو حب الكويت وسلامتها ، وتعاضدهما وترابطهما في سبيل ذلك .
كم هي المحاولات في التاريخ التي قامت للنيل منها ، وفي الداخل والخارج ، وكلها منيت بالخذلان والخسران والخيبة ، ولا أتحدث هنا عن المتسبب في ذلك ، وماهي غاياته ودوافعه ، ولكن أتحدث عن النتيجة التي آل إليها كل أولئك .
بلد عصية
فالكويت عصية على من تسول نفسه له أن يؤذيها ، ولا أقول إنها القرية المعصومة ، معاذ الله ، ولكنها لم تؤذ أحداً ، ولا تعين أحداً على أحد بطلم وقطيعة ، وأخذ حق بغير حق ، وإنها القرية التي شعبها ونظام الحكم فيها أعمالهم لله وبالله ، وإلى الله يسعون بكل غال ونفيس ،ونصرة إخوانهم في كل مكان ، ولا يترددون ، ولا يتسترون ، ويخجلون من ذلك .
النصرة ظالما أو مظلوما
النصرة للأخوَّة التي ذكرها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : ” انصر أخالك ظالماً أو مظلوماً ” . ومن هذا المنطلق الشرعي ، حفظ الله الكويت بشعبها لأسرة الحكم ( الصباح ) ، وحفظت أسرة الحكم شعبها ،فبقيت الكويت ، بهذه الأسباب ، لتستمر الأجيال على هذا النهج من دون أن يصغوا إلى الذين يريدون شق هذا الاجتماع ، ومن هم دواعي الفتنة صغرت أم كبرت ، والمعلوم أن النار من مستصغر الشرر ، وليكن النصح والمشورة شعارنا كما كان هذا ديدن الرعيل الأول الذي ساروا عليه .
حفظ الله الكويت ، وأسرة الحكم ، وشعبها ، من الفتن ودعاتها ، وحفظها من طوارق الليل والنهار ، أللهم آمين .
والله خير حافظ ..
* د . محمد بن إبراهيم الشيباني
رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا