في كل حقبة من الحقب الزمنية، تلبس الشبهات المثارة على إلإسلام ثوباً ، يتلائم مع عصرها ولغته ، غير أن جوهر الشبهة يبقى نفسه عبر القرون ، ( تشابهت قلوبهم ) .
ولا تتوقف محاولات تفريغ الإسلام من ركنيه ( قرآن وسنة ) ، فتنصب محاولات المشككين على تفريق التلازم بينهما ، وعزل كل منهما عن الآخر ، فتارة بأنها آحاد ظنية ، وأخرى انها لا تواكب العصر والعقل، وهكذا .. !!
ويهدف من يتسمون ب ( القرآنيون ) من وراء اثارة الشبهات حول السنة النبوية ، واحياء القديم منها – مع التحديثات العصرية – أن يولغوا في أيات القرآن تأويلاً ولعباً كما يشاؤون ، دون ضابط من تفسير النبي عليه الصلاة والسلام ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ) ، أو آثار من صحبه وآل بيته رضوان الله عليهم ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) .
أبو عمر الباحث :
منكروا السنة يرووُن النهي عن تدوين الحديث عن أبي سعيد الخدري الذي روى 1000 رواية ويؤمن بوجوب نقل السُنة !
اغفل منكروا السُنة جزء من الرواية يكشف بطلان استدلالالهم حذر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام الرواة من الكذب عليه .
استند القرآنيون لدعم موقفهم على رواية مختلَفٌ في صحتها ، صححها مسلم وغيره، وضعفها الإمام البخاري وغيره .
كيف نلتزم بأوامر القرآن بالاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام دون أن نعرف سُنته وسيرته العطرة وطريقة حياته ؟!
تصدى الناشط في رد الشبهات المعروف بأبو عمر الباحث ، على منصته في تويتر ( مكافح الشبهات – @AntiShubohat ) استدلال منكري السنة النبوية ، بحديث ( من كتب عني غيرالقرأن فليمحه ) وفنده بحجج عقلية ونقلية دامغة ، ورد عليها مستغرباً ( استدلاهم بالسنة على انكار السنة ) !! في حين أن ناقل الحديث نفسه من كبار رواة الحديث النبوي .. من سفاهة عقولهم !!
نسف الشبهة في ثمان تغريدات
وفي ثمان ( تغريدات ) يرد ابو عمر الباحث على الشبهة المتهافتة ، فيقول :
(لا تكتبوا عني، ومَن كتب عني غير القرآن فليمحه ) ، يستدل منكرو السنة النبوية الشريفة بهذا الحديث على إنكار السنة ! فإليكم الرد المختصر على هذا الاستدلال :
أولًا: هذا الحديث مختلَفٌ في صحته، فبعض العلماء صححوه كالإمام مسلم وغيره، وبعضهم ضعّفوه كالإمام البخاري وغيره. (8/1).
الإذن الكتابة
ثانيا: منع تدوين الحديث مخصوص بوقت محدد، ثم بعد ذلك سمح النبيﷺ للصحابة أن يكتبوا الحديث. ويدل على ذلك حديثُ عبد الله بن عمرو حينما طلب الإذنَ من الرسولﷺ في كتابة الحديث، فأذن لهﷺ وقال: ( اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مِنِّي إلا الحق) ، رواه أحمد في مسنده بسند صحيح. (8/2) .
اخفاء بقية الرواية
·
ثالثًا: المستدلون بهذا الحديث يتعمدون إخفاء بقيته لأنها تهدم استدلالهم وتكشف لعبتهم! يقول:(..وحدثوا عني ولا حرج،ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) ، ركز معي جيداً، نفس الحديث يقول: ( وحدثوا عني ولا حَرَج) . فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التدوين فقط ولم يَنْهَ عن نقل الحديث عنه! (8/3) .
رابعًا: الصحابي أبو سعيد الخدري الذي يُرْوَى عنه هذا الحديثُ روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم مئاتِ الأحاديث الأخرى، وهذا يبُين أن السُنة النبوية لها منزلة عظيمة عند أبي سعيد وغيره من الصحابة رضي الله عنهم. وقد بلغت الأحاديث المروية عن أبي سعيد الخدري أكثر من ألف حديث. (8/4).
انتقائية
خامسًا: أوجه هذا السؤال لهؤلاء المستدلين بحديث النهي عن الكتابة: لماذا صدقتم هذا الحديث (مع أنه مُخْتَلَف في صحته)، وتركتم بقية الأحاديث التي رواها أبو سعيد الخدري، و قد اتفق العلماء على صحتها، ولم يختلِف علماءُ الحديث في صحتها على الإطلاق؟! (8/5 ) .
النقل واجب
سادساً : ابو سعيد الخدري الذي يُروى عنه جديث النهي عن الكتابة يقول :
(احفظوا عنا كما حفظنا ، خذوا عنا كما أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مستدرك الحاكم
وهذا معناه أن راوي الحديث نفسه يعتقد أن حفظ السُنة ونقلها واجب ، فلماذا يتعامي منكرو السنة عن كلام أبي سعيد رضي الله عنه ؟!
تناقض
سابعا : نسأل من يستدل بحديث النهي على إنكار السنة :
كيف عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة أحاديثه ؟!
هل توجد ’ية في القرآن الكريم تخبركم بذلك ؟!
الجواب : لا !
كيف تحتجون بشيء لا تؤمنون به لإثبات شيء تؤمنون به ؟ّ
الأمر بالتأسي
ثامنا : الله عز وجل أمرنا في القرآن الكريم أن نتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) ، فكيف نتأسى بالرسول عليه الصلاة والسلام ، ونتخذه قدوة لنا دون أن نعرف سُنته الشريفة وسيرته العطرة وطريقة حياته ؟!