مقتطفات – الحلقة (6)
من كتاب (طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت)
تراثنا – التحرير :
نستل لكم من كتاب ” طبعات السفن والقرصنة عليها في تاريخ الكويت ” أحد منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، مقتطفات من أحداث دامية رافقت الموروث البحري في الكويت والخليج بحثاً عن الرزق والتجارة والغوص على اللؤلؤ وصراعهم مع قراصنة الخليج …وهي تمثل أحداث وقصص دامية من تراثنا البحري.
• طبعة مركب النوخذة “ولد غيث” وموت بحارتها أسوأ ما حدث للكويتيين في بحر العرب في عام 1945 م .
• اقتحم الموج سفينة “ولد مبارك” من فتحة أسفلها ونجا ركابها بينما توارت غرقاً في عرض البحر .
• بن شيبة : صدمتنا ناقلة نفط لم يقبل قبطانها توصيلنا للكويت بما معنا من ذهب إلا بالتعهد بعدم المطالبة بتعويض .
طبعة ولد غيث
عُرف النوخذة عبدالكريم ولد غيث في تاريخ الكويت البحري بأنه النوخذة الذي مات لكي يحيا ، فقذ ذهب نتيجة حادث غرق ولم ينج من بحارته أحد .
كان ذلك في العام (1945م )حيث بقيت في كراتشي بعض السفن الكويتية ، منها بوم عبدالكريم ولد بوغيث ، فقرر هذا النوخذة السفر من كراتشي إلى أحد الموانئ الجنوبية على ساحل الهند الغربي ” ميناء الفي ” لنقل كميات من الرز والحبوب لذلك المكان المهدد بالمجاعة .
ويروي النوخذة عيسى العثمان تفاصيل هذه الحادثة ” القبس ” 20 يناير 1990 م” فيذكر أن النوخذة عبدالكريم ذات صباح ،وبعد مسيرة استمرت ساعات حتى العصر ، فاجأتهم عاصفة “طوفان ” فركب الماء على السفينة وغرقت ولم ينج من ركابها أحد .
فعُرفت هذه الحادثة باسم ” طبعة ولد غيث ” ، وهي من أسوأ ما حدث للنواخذة الكويتيين في بحر العرب (1)
غرق بوم ولد مبارك
ويٌحكي عن النوخذه فهد بن موسى الفهد رحلته على بوم ” ولد مبارك ” في دلتا نهر الروفيجي في تنزانية ، حيث تستمر مثل هذه الرحلة تسعة شهور متصلة ، وحدث ما يكدر الخاطر ، فقد بدأ الماء يدخل جوف السفينة من فتحة في أسفلها ،و أخذت بالغرق وكان ذلك في عام 1943 م .
فترك البحارة السفينة حيث أنقذتهم إحدى السفن بالقرب منهم ، وبذا فُقدت السفينة في عرض البحر (2).
غرقت السفينة ونجونا بالذهب
يروي النوخذة إبراهيم بن شيبة (ولد عام 1922 م ) أنه عمل على سفينة جاسم شاهين الغانم لمدة سنتين ، وفيها ماكينة ، وكان ذلك بدأ التحويل من الشراع إلى الماكينات عام 1945 م التي توردها شركة الغانم ومحمد قبازرد .
ويستطرد : بعد ذلك تركت العمل مع جاسم الشاهين ، واشتريت سفينة مناصفة مع يوسف الجاسم ، وقد حصل لنا حادث بحري في الخليج العربي مقابل ساحل إيران .
وعن تفاصيل الحادث يقول بن شيبة : قبل الغروب ظهرت علينا باخرة كبيرة لنقل النفط ، وبدأت تتجه نحونا ، وكلما ابتعدنا عنها اتجهت نحونا، إلى أن صدمتنا ، فصاح البحارة ، وجريت إلى الجهة الأمامية مكان الحادث وناديت البحارة : ” نزلوا الماشوه ” قارب إنقاذ صغير، به ماكينة قوة سبعة أحصنة ، حيث تم إنزاله إلي بسرعة البرق الصغيرة ” ، وأمرت جميع البحارة بإخراج ” تولات الذهب ” من مخابئه ، وحملت الأكياس بالماشوه الصغيرة ، وكل بحار أخذ ما يستطيع حمله من أغراضه خاصة به ، وركبنا ” الماشوه الصغيرة ” مركب إنقاذ صغير ، ، وأنا أشاهد السفينة تغطس في قاع البحر .
وتوقفت الباخرة وضرب علينا ” نور” الكشاف ، فتوجهت إلى الباخرة مع البحارة ونزلوا لي السلم ، وصعدت على ظهرها واستقبلني الكابتن ، وشرحت له ظروفي وقلت له إنني أحمل ذهباً ، وهو خاص بالدولة ويهمني توصيله وإعادته ، فعليك أن توصلني إلى الكويت ، فرفض وقال أنه متوجه إلى البصرة لتحميل النفط
وبعد جدال وافق بشرط ألا أطالبه بتعويض عن الحادث ، وعليه توصيلي والبحارة للمكان الذي أحدده فوافق ، ونزلوا ” الكرين ” وأرجعت الذهب إلى أهله . (3)
هوامش :
1– نواخذة السفر الشراعي ، ص 317 ، وانظر نواخذة السفن الشراعية للهاجري ، ص 132
2- نواخذة السفر الشراعي ص 321 .
3- النواخذة ربابنة السفن الشراعية ، منصور الهاجري ص 18 .
تواصل مع تراثنا