الاعلام في التراث 

الشماريخ في علم التاريخ 

تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني * :

الجلال السيوطي ( 1445 -1505م ) من العلماء المكثرين من التصنيف وتنوع العلوم والمعارف ،وصلت مؤلفاته كما أحصيناها في مؤلف طبع مرتين (دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها في العالم) .

• في رحلاتي حول التراث المخطوط في العالم قلما وجدت مكتبة خاصة أهلية أو رسمية تخلو من كتب السيوطي لكثرتها وانتشارها .

• مخطوطة الشماريخ في علم التاريخي للسيوطي أول تحقيقاتي العلمية في عام 1979 اهديت نسختها رابطة الأدباء .

وطبع هذا الكتاب طبعتان ، الأولى كانت في 1981م ،والثانية 1995م ، وصل مؤلفاته إلى أكثر من 1081 مؤلفاً بين موسوعة كبيرة الحجم إلى رسائل صغيرة ومتوسطة الحجم .

هذا الرجل الموسوعي قل نظيره في زمانه والأزمنة المتأخرة ، قد عنُي بتحقيق مصنفاته كثير من المحققين والدارسين في القديم والحديث ، وقد قامت عليها دراسات ماجستير ودكتوراه لا حصر لها في الغرب والشرق ، من عهد الطباعة إلى يومنا .

وفي رحلاتي حول التراث المخطوط في العالم ، وحدت أنه قلما مكتبة عامة أو خاصة رسمية أو أهليه تخلو من كتب السيوطي ، وذلك لكثرتها وانتشارها في شتى بقاع العالم .

مخطوطة “الشماريخ في علم التاريخ ” من رسائله التي ألفها في بيان التاريخ وتقسيماته وعلومه ، وقد طُبعت هذه الرسالة طبعتها الأولى في ” لايدن ” بهولندة في عام 1894 م ، ثم في العراق عام 1971م ، ثم في الكويت بتحقيقي عام 1979م .

وبمناسبة ذكر هذا الكتاب ، فعندما حققته في السنة نفسها 1979م ، سنحت لي فرصة زيارة رابطة الأدباء مساء ، وقد ألتقيت بالأساتذة أحمد السقاف وعبدالله الحاتم وعبدالله الفليج وغيرهم من الأساتذة والادباء الافاضل – يرحم الله الحي منهم والميت – فسروا بالهدية ، وجلسنا ساعة نتحاور ونتناقش في أمور عدة ، منها تشجيع الشباب على المضي في طريق العلم والمعرفة وارتياد الجديد من الأبواب العلمية ، ومنها تحقيق التراث الذي بدأ به قبلنا أماجد الأمة وعباقرتها أمثال العلامة حمد الجاسر ود. محمود الطناجي وعبدالستار فراج وغيرهم كثير – يرحمهم الله – أيام فترة الشيخ جابر العلي وزير الإعلام الكويتي الأسبق الذي كان له أيادي بيضاء في تحقيق التراث الإسلامي المخطوط .

وقد ذهب السقاف في بعض أفكاره في هذه الجلسة إلى القول ينبغي أن تكون عند الرابطة نسخة من كل كتاب يصدره المؤلفون الكويتيون حتي يكون عند مجلس الرابطة علم بما يجري ثقافيا في أرض الكويت ،وتسجيل ذلك لهم ، بل وإرشادهم ودلهم على ما ينفعهم وينفع مجتمعهم .

كان هذا الحديث الشائق من الماضي هو أول معرفتي بالرابطة وأولئك الكبار الذين مهدوا الطريق العلمي والثقافي والأدبي لمن بعدهم ، يرجم الله الجميع ..

*رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ومجلة تراثنا 

أنقر الغلاف للمطالعة

تواصل مع تراثنا