جولة بين مقتنيات مركز المخطوطات والتراث (1)
أقدم المحابر لدينا صُنعت منذ 300 عاماً وأحدثها 70
تراثنا – التحرير :
كان القلم ، هو بدء تقدير مقدرات الخلق والكون ، وما كان وما سيكون ، وكان المداد ” الحبر ” مادته التي لا تنضب ، وكذلك كانت أدوات الكتابة عبر التاريخ ، وكانت محابرها وسيلة البوح التي دونت في سجل الحضارات البشرية فنونه، وإلوان مضارب ثقافتها ومعارفها المتعددة إلى قيام الساعة .
د .الشيباني :
-
يفخر مركز المخطوطات بمجموعة أدوات الكتابة ومنها مجموعة ( محابر العلماء ) وكل محبرة تروي حكاية وتاريخ غير مروي .
-
اطلقنا رابط على الانترنت يتيح لهواة جمع الأدوات الكتابية والمحابر الأثرية في العالم الأطلاع على مجموعتنا النادرة .
-
في حوزتنا محابر فضية ونحاسيةوخشبية ،كل منها تعبر عن الوضع الأقتصادي والاجتماعي لمالكها وتعكس حقبة تاريخية ما .
وشكلت المحابر جزء أصيل من مقتنيات مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، وكان الحصول على الأثرية منها ، يتطلب الخوض في مزادات عالمية ، أو البحث بين أكوام معروضات الانتيكية في أسواق شعبية .
وقد تكون الاهداءات احدى وصول المحابر الأثرية القيمة إلى المركز ، بما فيها شراء مكتبات أهلية ، بما فيها من مقتنيات وادوات مكتبية تاريخية ، إضافة إلى اقتناص عرض هواة جمع الأثريات مجموعاتهم للبيع ..وغيرها .
نفخر بها
يقف د . محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق وقد استعرض محبرة مذهبة تعود إلى عهود غابره ،وقال : هذه المحبرة التاريخية احدى مقتنيات قسم أدوات الكتابة المميزة التي نفخر باقتنائها .
رقم سري
وفي الركن الذي تم تخصيصه لحفظ ادوات الكتابة الأثرية تحت منضدة طويلة للعرض بواجهة زجاجية ، تطلب استخراج محبرة منها ، استدعاء حامل مفاتيح الاقفال ،السكرتير المؤتمن على محتويات المركز الأثربة ، حيث بذل حاملها وقتاً وجهداً في البحث بين عشرات المفاتيح ، حتى عثر أخيراً على المفتاح المطابق للرقم السري ( ..) للقفل ، فأخرج على أثره المحبرة الأثرية المنشودة.
أثرية وتاريخية
يبرر د. الشيباني أسباب التحرز الشديد والحرص في اجراءات حفظ المحابر و غيرها من المتقنيات بالقول : لدينا هنا محابر يعود صنع بعضها لأكثر من 300 عاماً ، واحدثها صُنع منذ نحو 70 عاماً ، من مواد عدة ، منها نحاسية وأخري فضية ، وبعضها الأخر خشبي ، وكل منها تعكس قدرات ملاكها المالية ووضعهم الإجتماعي ، ومن جهة أخرى تُعبر عن مدى تطور وسائل الكتابة ، في تلك البلدان وتقدمها عبر الأزمنة المختلفة .
وسيلة الادباء والأمراء
واضاف :كانت تلك المحابر ، في يوم ما ، وسيلة الكتابة والابداع الأدبي والشعري والروائي ، لدى أدباء وشعراء وفقهاء وعلماء وطلاب علم، وكان بعضها مداداً لإقلام صدرت بها مراسيم وقرارات ملكية وأميرية وسلطانية
ومجالس شورى وغيرها، ربما دعت إلى شن حروب ، أو اجتياح بلدان، أو اقتطاع حقوق بشر بلا حق ، أو اقامة عدل بين الناس بالسوية ..والحاصل أن لكل محبرة منها قصتها وراويتها غير المروية .
إلى العالم
ويستطرد د .الشيباني موضحا ً: لقد حرصنا أن تصل مجموعة ( ادوات الكتابة ) إلى فضاء رحب أوسع من حدود الكويت والدول المجاورة، إلى هواة جمع التحف في انحاء العالم ، وبالأخص الى ذوي الاهتمام بجمع بالمحابر الأثرية ، للاطلاع على مقتنيات المركز منها .
محابر العلماء
وكشف النقاب عن اطلاق رابط مجموعة ( محابر العلماء ) عبر شبكة الأنترنت الدولية ، لتصل إلى أصقاع وآفاق واسعة، منوها بأنه حريص على أضافة كل ما يستجد من مقتنيات تتعلق بالمحابر الى الموقع .
وقال أن رابط ( تحف ادوات الكتابة ) والتي المحابر من ضمنها ، ما هي إلا واحدة من ضمن عشر مجموعات ، تضم مقتنيات في مختلف الفنون والمشارب، منها الطوابع والانتيكات ، والسجاد ، والكهربائيات ، والعملات .. وغيرها .
محابر عُمان
وعن آخر رحلاته سعياً وراء الجديد ( القديم) من الأثريات ، يوضح د .الشيباني : تسنت لي فرصة زيارة متحف سلطنة عمان الوطني قبل ( جانحة كورونا ) ،حيث اطلعت على معروضاته الخاصة بالمحابر الأثرية والتاريخية والنادر منها ، بالإضافة إلى جولة شملة الإطلاع على مختلف موجوداته وتحفه ، التي تمثل تاريخ السلطنة العريق.
التغزل بالمحابر
ويختتم الجولة ، بالقول : التغزل لم يتوقف في التاريخ عند الجمال والحُسن ، بل كان للمحابر نصيب من الغزل ،والاشادة بها وبأصحابها ا ، ومنها أبيات شعر نظمها الشاعر جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد السراج ، يقول فيها :
أصحاب المحابر
قٌل للذين بجهلهم
أضحوا يعيبون المحابر
والحاملين لها من
الأيدي بمجتمع الأساور
لولا المحابر والمقالم
الصحائف والدفاتر
والحافظون شريعة
المبعوث من خير العشائر
والناقلون حديثه عن
كابر ثبت وكابر
لو رأيت من يشع الضلال
عساكراً تتلو عساكر
كل يقول بجهله
والله للمظلوم ناصر
سميتهم أهل الحديث
أولي النهى والبصائر
هم حشو جنات النعيم
على الأسرة والمنابر
رفقاء أحمد كلهم
عن حوضه ريان صادر