شخصيات وأعلام
كتب – سمير احمد الشريف :
عرف الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي ( 1882- 1967م) ، يرحمه الله – بجلده ودقته وإتقانه ، وتنظيمه ، ودأبه على متابعة موضوعاته بحرص ، وبطاقة عقلية لافتة وطموح ليس له حدود ، جعل منه شخصية لا تنسى .
وألتقى مجموعة شخصيات عامة تركوا أثرهم في عقله وفي حياته ، كوالده الشيخ مصطفى عبدالرزاق ،والدكتور عبدالوهاب عزام ، والشيخ رشيد رضا الذي شكل نقطة تحول في حياته بعد أن لزمه ملازمة التلميذ والمريد ، ولم يفرقهما غير موت رشيد رضا عام 1936م، الذي كان له فضل اتصال عبدالباقي بالمستشرق “ونسنك” وترجمة وتصحيح كتابه “مفتاح كنوز السنة” والذي انتهى من ترجمته ومراجعته في أكتوبر سنة 1933م .
-
كان محمد عبدالباقي مرجعاً في علوم القرآن والحديث رجع إليه د . طه حسين في كتابه “علي وبنوه” و هيكل في كتابه “عمر” .
-
ألف كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وترجم باللغتين الفرنسية والإنكليزية كتب مستشرقين من معاجم الحديث والقران .
-
شكل الشيخ رشيد رضا نقطة تحول في حياته ولازمة ملازمة التلميذ والمريد ولم يفرقهما إلا موت رضا سنة 1936م .
عالم فذ ، غبر حقل الاستشراق من أوسع أبوابه ، اقبل على أمهات الكتب ، فقرأ وحفظ الكثير كديوان الحماسة ، باحث مؤلف متخصص في الحديث النبوي ، وله في تحقيقه كتباً وتخريجات وفهارس .
له في التأليف : المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم ، وهو اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ، ومعجم غريب القرآن ، وهو عبارة عن شرح الألفاظ الغريبة التي أوردها البخاري في صحيحه.
لم يكن الرجل محباً للظهور والأضواء ، فظل غير معروف إلا بين الخاصة من المهتمين والمتابعين ، وهو من وضع فهارس مفردات القرآن الكريم وترجم باللغتين الفرنسية والإنكليزية بعض كتب المستشرقين من معاجم الحديث والقرآن .
كان مرجعاً لكل من أراد التأليف في علوم القرآن والحديث النبوي ، فقد رجع إليه د .طه حسين عندما أراد تأليف كتابه ” علي وبنوه” رضي الله عنهم ، ورجع إليه د .هيكل في كتابه عن عمر رضي الله عنه ، والعقاد فيما يتعلق بصحيح الأحاديث .
ولد في إحدى قري القليبوية ، وترعرع في القاهرة ،وسافر صغيراً مع أسرته إلى السودان ، ليعود من أجل الاستقرار في القاهرة .
كان ملولاً من العمل الرسمي ، على خلاف جلده وصبره في العكوف على التراث ، وقد تنقل نتيجة ذلك بين كثير من الوظائف والأعمال ، ففي سنة 1899م ، ترك مدرسة الأمريكان واشتغل مدرساً للغة العربية بمدرسة جمعية المساعي المشكورة في مركز (تلا) ، وتركها بعد فترة ليعمل ناظراً لمدرسة بإحدى قرى الوجه البحري .
وظل شاعلاً لهذا المنصب مدة سنتين ونصف السنة ، حتى ضاق بها وعاد إليه ملله ، فاشتغل مدرساً لمادة الرياضة في مدرسة أخرى ، وما أن أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم حتى تقدم محمد فؤاد لها ليعمل بها طويلاً ، وهي المهنة التي وجد فيها وقتاً واستقراراً وظيفياً ، مكنه من متابعة قراءاته وأبحاثه حتى تمت تصفية البنك .
دخل الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي أيضا حقل فهرسة ألفاظ القرآن الكريم ، فترجم كتاب ” تفصيل آيات القرآن الكريم ” ، “لجول لابوم” عن الفرنسية ، ونشره سنة 1934م .
ولم يكن في رأيه كافياً ، فرغب في وضع معجم دقيق لألفاظ القرآن، يُعين الباحثين في الوصول إلى أي آية كريمة في القرآن باذلاً في سبيل ذلك جهداً كبيراً ، مستعيناً بكتاب “نجوم القرآن الكريم في أطراف القرآن ” للمستشرق الألماني فوجل ، الذي طبع لأول مرة سنة 1842م ، في الوقت الذي تقف الموسوعة الحرة ويكبيديا من هذا الموضوع وقفة تبجيل وثناء بقولها :” جاء عمله مكتملاً ،لم يستدرك عليه أحد من العلماء سقطاً في معجمه ، من فرط مبالغته في المراجعة ،وحرصه الدائب على الدقة ،وشاء الله أن يكون هذا المعجم خالياً من الخطأ : نجد د . عبدالرحمن بدوي ، في موسوعة المستشرقين ،يُثبت ما يخالف مقولة ” ويكبيديا ” بقوله ص 287 ،طبعة دار الملايين الثانية لعام 1989م ، في حديثه عن المستشرق الألماني Leberecht Fluegel Gustav / فلوجل ،واضع الكتاب ما نصه : ” فهرس القرآن الكريم، و هو أول فهرس لألفاظ القرآن الكريم ، وكل ما عمل بعد ذلك لم يصل إلى جودته من الدقة والاستيعاب ،وعلى الرغم من أن فؤاد عبدالباقي في كتابه “المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ” قد اعتمد عليه اعتماداً تاماً ، فإن في فهرس ” فلوجل ” كلمات ومواد لا ترد في فهرس عبدالباقي رغم ادعاءات عبدالباقي ، وقد اسدى ” فلوجل “بهذا الفهرس للقرآن الكريم خدمة جلى للجميع من الباحثين وعامة الناس .
في حياة الرحل بعض فصول تدخل في باب الغرائب : فقد سمي ب “صائم الدهر ” حيث لم يعرف عنه الإفطار إلا في يومين ، أول أيام عيد الفطر ، وأول أيام عيد الأضحى ، وكان طعامه نباتياً ،ويصوم بغير سحور ،ومما اعتاد عليه – يرحمه الله – محافظته على زيارة أخته كل يوم جمعة ، يقضي سحابة يومه بمعيتها ،ويعود لبيته مساء ، ومما اشتهر به أيضاً ، حبه لأحفاده وتعلقه بهم ، فإذا ما ألم بأحد منهم عارض مرض ، سهر الجد على سريره حتى يتماثل للشفاء .
نقلا عن تراثنا – العدد 90
تواصل مع تراثنا
الاستشراق والمستشرقين, البنك الزراعي في مصر, التخصص في علم الحديث النبوي, الترجمة ومحمد فؤاد عبدالباقي, الجلد والصبر, الدكتور عبدالرحمن بدوي, الدكتور عبدالوهاب عزام, الشيخ رشيد رضا, الشيخ مصطفى عبد الرزاق, القليوبية, اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان, المستشرق الألماني فوجل, المستشرق ونسنك, المستشرقين وأمهات الكتب, الوجه البحري في مصر, تحقيقات محمد فؤاد عبدالباقي, ترجمة كتاب تفصيل آيات القران الكريم, ترجمة كتاب مفتاح كنوز السنة, جمعية المساعي الخيرية, جول لابوم, حسنين هيكل وكتابه عن عمر, سيرة محمد فؤاد عبد الباقي, صائم الدهر, طه الحسين وعلوم القرآن كتاب علي وبنوه لطه حسين, فهرسة الفاظ القرآن الكريم, كتاب نجوم القرآن الكريم في أطراف القرآن, محمد فؤاد عبدالباقي, مركز تلا في مصر, معجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, معجم دقيق ألفاظ القرآن, معجم غريب القرآن, موسوعة المستشرقين