من أرشيف تراثنا أيام زمان (1)
شعراء تزلفوا واطنبوا في مديح السلاطين فسقطوا في أعين الناس
تراثنا – التحرير :
لا يخلو زمان من المسترزقة والمداحين المتزلفين ، وقد غصًت بامثالهم مجالس السلأطين والوجهاء من محبي التزلف ، فكان منهم الشعراء والكتَّاب والمؤَّرخين ، وفي هذا الزمن انضم لهم الإعلاميين والصحفيين وسواهم ، ممن احترفوا مزج كلمة حق ببحار متلاطمة من الزيف والدجل .
-
د .الشيباني : مدح الأنطاكي الشيخ ناصر بن مبارك الصباح بصفات خًلقية وخُلقية منها ما ذكرته الكتب ومنها ما لم تذكره !!
-
المؤرخ الحاتم : مر على الكويت الكثير من الأدباء والشعراء والكتّْاب ، فلم يفعلوا مثلما فعل الأنطاكي في إنزال شعره إلى الحضيض !
-
الشيخ القناعي لناصر الصباح : انصح والدك أن يخفي هذا الكتاب ، لأنه مجموعة مهازل وأكاذيب وإن انتشر ، فسيكون أضحوكة الزمان !
ذكر ما لم يُذكر !
من ضرب ما سبق التنويه عنه من المتزلفين ، اخترنا من مجلة تراثنا (1) ، في عددها رقم (10 ) ، تعليق للدكتور مجل (2) في هامش مقال كتبه بعنوان : ( كعب الأحبار الشيخ ناصر بن مبارك بن صباح بن جابر الصباح ) ، فقال : ” لقد مدحة الأديب عبد المسيح الأنطاكي بك (3) في أبيات من الشعر ووصفه بالصفات الخَلْقية والخُلقية ، التي ذكرتها بعض الكتب القليلة جدا ، فقد ذكر من أخباره ما لم تذكره الكتب !! وفي هذه الأبيات ذكر لتلك الصفات :
نختار مطلع ما جاء فيها :
أبا ناصر يهنيك شبلك ناصر .. أديب أريب لوذعي وكاتب
لقد شب في سامي رعاية مجدك .. الملالي عميداً فضله لا يقارب
وأجهد في الآداب والشعر سعيه .. فعزله في العلم جانب
وقابل أرزاء الزمان بصبره العجيب .. فهانت في نهاه المصائب
ويستطرد د . الشيباني في تعليقه : لقد ذم المؤرخ عبد الله الحاتم ( يرحمه الله ) الأنطاكي لتزلفه الزائد عن الحد ، والوصف لكل وجيه وأمير دون طائل يجعله يفعل ذلك ، فقد مر على الكويت الكثير من الأدباء والشعراء والكتاب ، فلم يفعلوا مثلما فعل الأنطاكي في مدحه للعظماء ، وإنزال شعره إلى الحضيض وعدم احترامه له ، بل للناس الذين امتدحهم ، فهم يزدرون به ويستهزئون بحاله البائسة المسترزقة ، عن طريق الشعر والهجاء ، يقول الحاتم :
طالع المزيد في : أرشيف تراثنا أيام زمان .
الآيات الصًّباح
” كان للأنطاكي مجلة اسمها ( العمران ) يطبعها في حلب ، أما قصائده التي مدح فيها مبارك ، فأكثر من أن تُعد وتُحصى ، جمعها هو في ديوان أطلق عليه أسم ( الآيات الصَّباح في مدائح مبارك الصَباح ، وشعره كله من النوع الرخيص الممل الخالي من المتعة “.
انصح والدك
ويمضي د . الشيباني : كتب عنه وعن ديوانه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ما يلي : “في سنة 1329 هجري ( 1911 م ) ، طُبع كتاب ( الآيات الصباح في مدائح مبارك الصباح ) للأنطاكي ، ولما وصلت النسخ إلى جمرك الكويت ، أطلعني عليه الشيخ ناصر بن مبارك الصباح ( يرحمه الله ) على نسخة منه فقلت له : ” انصح والدك أن يخفي هذا الكتاب ، لأنه مجموعة مهازل وأكاذيب ، اختارها الانطاكي ، لا صحة لها بتاتاً ، وإن انتشر هذا الكتاب ، فسيكون أضحوكة الزمان عليكم بين أهل الكويت وغيرهم ” .
أحرقه أو مزقه
فتكلم الشيخ ناصر مع والده ، وأمر بحبس الكتاب في دائرة الجمارك ،وعهدي به في صناديق مكدسة هناك ، ولا أعلم عنه شيئا الأن .. ولعله أحرقه أو مزقه ( الكلام للشيخ يوسف القناعي ) . (4)
( اضغط على الغلاف للتفاصيل )
طالع ( ارشيف تراثنا الحلقة 2 ) : ملوك دولة المماليك بين مقتول ومسجون ومخلوع .
هامش :
1- العدد العاشر ، صادر في شوال 1419 – فبراير 1999 م .
2-كتب المقال وعلق عليه : د. محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا
3– (16 فبراير 1875 – 18 نوفمبر 1922) شاعر وصحفي وكاتب سوري.
4- من كتاب ( من هنا بدأت الكويت ص 364 -365 ) .