قراءة مستوحاة من التاريخ
مؤشرات الصراع القادم على الهوية
-
بعد سقوط الأندلس أتفق الغرب على قبول مجموعات من المرحلين المسلمين ، بغرض تذويبهم وسلخ هويتهم الإسلامية في (مزارع جماعية)..فتم لهم ذلك !
-
حركة التبديل والإحلال الفكري في الغرب للمهجرين نجحت وأثمرت جيل جديد يعود لبلاده ممسوخ الهوية يسعي إلى إحلال هوية بلد المهجر بدلآ لهوية بلاده !
تراثنا – د . محمد بن إبراهيم الشيباني (*) :
بعد سقوط الأندلس وانتصار الصليبيان ماركوس وإيزابيلا على آخر خلفاء المسلمين ، وبعد سقوط الأمير عبد الله الصغير ، ثم بداية محنة المسلمين المنتشرين في الدويلات المختلفة، تارة بالقتل وأخرى بالمطاردة والسجون و المعتقلات والتحويل من دين الإسلام إلى الصليبية الحاقدة ، وأمور يعجز العلم عن وصفها ووصف المعاناة التي نالت المسلمين بسبب ركون ملوكهم وأمراءهم إلى الدنيا، وما جر ذلك من فساد عريض في تلك الدويلات حتى استطاع الصليبيون أن ينتصروا .
الترحيل والتذويب
ثم بدأت المعاناة الثانية وهي الترحيل إلى ديار أخرى ، بالنسبة للذين سواء بقوا على دينهم الإسلام في الخفاء وأظهروا التنصر ، أو الذين تنصروا بمحض أنفسهم وإرادتهم ، حتى يستطيعوا أن يعيشوا من دون معاناة ، وبعد إبرام اتفاقات بين دول أوروبة ، وافق الجميع على قبول مجموعات غير قليلة من المرحلين في تلك الدول ، على أن تكون في مناطق جديدة غير مأهولة ، أو في مناطق مأهولة ، محاولة للتذويب والسلخ من الهوية والدين ، وقد تم ذلك بالفعل حتى لم يبق من المسلمين جماعة تذكر حيث مسحوا من الخارطة تماماً ولم يعد يسمع لأحد منهم إلا أن بعض الكتب حددت مناطق الهجرة التي هُجروا إليها . وهناك نوع آخر من الإحلال والتهجير في مناطق المسلمين بعد سقوطها إبان العهد الشيوعي في الاتحاد السوفيتي .
برنامج المزارع الجماعية
وكيف كان التهجير إليها من قبل برنامج معد إعداداً مرتباً ومنظماً ، وذلك محاولة مسخ الهوية والدين أسموه (المزارع الجماعية) ، فهجر إلى المسلمين أناس ليسوا من جلدتهم ولا هويتهم أو دينهم ، حتى استطاع المهاجر الجديد أن يمسح التاريخ ويمسخ الدين ، بل وأن يفرض مذهبه وأمره ونهيه ، وأبغض شيء أمام المهاجر الجديد هو محاولة ذكر تاريخ أو ماضي أو هوية أو دين الشعب المهاجر إليه ، لأن الأصل أي البرنامج هو الطمس والمسح وإبدال كل ذلك بشعوب أو جيل جديد ، يبغض ويكره كل ما يمت بصلة إلى تلك الأمة أو البلد.
التبديل والإحلال
هكذا كانت حركة التبديل والتجديد والإحلال ، وما زالت في عالم الدول والشعوب وهي تأتي إما بتخطيط من أولئك ، وإما بتقاعس من الحكام ، دون الوعي للنتائج المؤلمة التي سيصاب بها جيل أبناء السكان الأصليين ، الذين تعب آباؤهم في البناء وعانوا من الفقر والفاقة ، حيث كانت دولهم لا يرغب فيها أحد للأسباب الآنفة الذكر ، مع زيادة في المعاناة الأخرى ، وهي الخوف المستمر من الأعداء المتربصين بتلك الدولة وذلك الوطن، ولكن السكان الأصليبن مع تلك المعاناة مجتمعة لم يرغبوا عن بلدهم ، ولم يتركوه إلى غيره مثل غيرهم الذين يرغبون عن أوطانهم لحظوظ الدنيا ، فتراهم يزهدون في أوطانهم وهواياتهم إلى أوطان أخرى ، فتراهم يقاتلون الليل مع النهار لهذا الأمر.
الجيل الجديد المسخ
الجيل الجديد القادم من شتى الدول وبعد حصوله على مبتغاه من أولويات برنامجه مسح تاريخ البلد الذي حل به ، لأنه ليس له أو لآبائه وأجداده ذكر فيه ، وإذا تحدث بذلك التاريخ سيكون غريباً عليه وهذا مما سيغضبه ويزيد من حنقه وكرهه للمجالس والمواضع التي تذكره ، وسيعمل على أن يكون تاريخه المشوش أو تاريخ الذي هاجر معه هو الذي ينبغي أن ينشر ويعمم ، وهذا ما نقرأه اليوم عن هؤلاء ورموزهم وساساتهم .
عرفتم يا سادة ما أعنى وأقصد؟ .. أرجو ذلك.
والله المستعان ..
(*) : رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق ورئيس مجلة تراثنا