العلم صنعة وكل صنعة تحتاج إلى صانع (7)
تراثنا – التحرير : يمثل كتاب ” حِلية طالب العلم ” للشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد ” رحمة الله عليه ” ركيزة هامة لطالب العلم ، بما تضمنته من إرشادات قيمة ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي ولهذا سميت ب “حلية طالب العلم ” .
عَدد المؤلف ” رحمة الله عليه ” نحو 66 ناقضاً من نواقض الحِلى ، سوف ننشرها تباعا لما فيها من فائدة جليلة ، وفي هذه الحلقة ( السابعة) سوف نستكمل بقية سلسلة بنود الحلية ( حلقات الكتاب كاملة) .
-
تلقي العلم ينبغي أن يؤخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب.
-
قيل لمن تلقى العلم بلا شيخ ” من دخل العلم وحده خرج وحده” أي خرج بلا علم .
-
الأوزاعي : كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم ، فلما دخل في الكتب ، دخل فيه من غير أهله.
17 – تلقي العلم عن الأشياخ
تحت هذا البند ، يقول د . أبو زيد “رحمة الله عليه ” الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأسانيد ، والمثافنة للأشياخ ،والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب ، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق ، وهو المعلم ، و أما الثاني عن الكتاب فهو جماد فأني له اتصال النسب .
وقد قيل : ” من دخل في العلم وحده خرج وحده ” أي من دخل في طلب العلم بلا شيخ ، خرج منه بلا علم ، إذ العلم صنعة ، وكل صنعة تحتاج إلى صانع ، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق .
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم ، إلا من شذ مثل : علي بن رضوان المصري الطبيب ” م سنة 453 هجرية ” ، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم ، قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له :( ولو لم يكن له شيخ ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب ، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب ، وأنها أوفق من المعلمين وهذا غلط ) .
وقد بسط الصفدي في ” الوافي ” الرد عليه وعنه الزبيدي في ” شرح الإحياء ” عن عدد من العلماء ، مُعللين له بعدة علل منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه ” …
وقد أورد الشيخ ابو زيد قول ابن بطلان في في موضعه بكتاب “حلية طالب العلم ” .
ثم يقول د .أبو زيد : والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان : أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف ، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر ، وانظر شذرة من المكثرين عن المشايخ حتي بلغ بعضهم الألوف كما في “العزاب ” من “الإسفار، لراقمه .
وكان أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي ” م سنة 745 هجرية ” إذا ذكر عنده ابن مالك ، يقول : أين شيوخه ؟
وقال الوليد (1) : (كان الأوزاعي يقول : كان هذا العلم كريماً يتلقاه الرجال بينهم ، فلما دخل في الكتب ، دخل فيه من غير أهله ، وري مثلها ابن المبارك والأوزاعي .
ولا ريب ان الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل ولا سيما في ذلك العصر ، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل ، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى ، و لا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال ، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم ، بخلاف الرواية من كتاب محرر ) .
لابن خلدون مبحث نفيس في هذا كما في “المقدمة ” له ولبعضهم :
من لم يشافه عالماً بأصوله
فيقينه في المشكلات ظنون .
هامش
1- السير 7/114
2- 4 /1245
حلقات سابقة
يوتيوب : ( حلية طالب العلم ) المجلس السابع – شرح د . عمر المقبل .
تواصل معنا
زيارة الصفحة الرئيسة ( تراثنا ) – حساب ( تراثنا ) على منصة تويتر – حساب ( المخطوطات ) على منصة انستغرام – مجلة ( تراثنا ) الورقية – الموقع الالكتروني لمركز المخطوطات والتراث والوثائق – • لا تتوفر تراثنا حاليا في الاسواق وإنما عن طريق الاشتراك ..التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء ادناه – هواتف المركز : 25320902- 25320900/ 965 +