حكايات تراثية
(تراثنا) تحاور الشيخ ناصر السعود الصباح ” رحمة الله عليه “
تراثنا – التحرير :
في أغسطس من عام 1996 م تفردت مجلة تراثنا في بداية صدورها (العدد الثالث) بلقاء مميز ، قلما يجود به الشيخ ناصر السعود الصباح (رحمة الله عليه) على وسائل الاعلام ، فكان حواراً شيقاً ممتعاً .
كان “رحمة الله عليه” يتحدث بأريحية تامة في مكتبه الكائن في السالمية ، وتناول جوانب من حياته واخوته ، كما تطرق إلى قصة أطلاق مسمى السالمية على منطقة الدمنة ، وتحدث عن تربية ابناء الاسرة ، متناولاً ما لقاه الشيخ جابر الأحمد أمير البلاد الراحل ” رحمة الله عليه ” و الامير الحالى الشيخ صباح الاحمد حفظه الله من تربية حسنة على أيدي حجي زيد .
الشيخ ناصر السعود الصباح يتذكر :
• في منتصف الليل.. وضعنا لافتة باسم (السالمية) بدلا من عنبرة والدمنة !
• اطلقنا مسمى السالمية على المنطقة بمباركة من الشيخ عبدالله السالم تيمناً بوالده .
• حجي زيد تولى تربية الأمير الراحل جابر الأحمد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد فأصبحوا خيار الناس .
• امام تهديدات قاسم.. عُهد إلى أبناء الأسرة بأسلحة وقدنا مجموعات تقدر بخمسين شخصا من أهل البادية لحماية الحدود .
تستعيد تراثنا ذكرى هذا الحوار الماتع ، وتنشره لأول مرة على صفحات موقعها الإلكتروني ، مقتضبا بعض الشيء ، ويمكن الحصول على مزيد من التفاصيل من كتاب احتوي تفاصيل اللقاء التراثي ، اصدره مركز المخطوطات والتراث والوثائق وضمه الى مكتبته ونشراته .
أوائل من سكن السالمية
معروف عن اسرة الشيخ ناصر السعود الصباح رحمة الله عليه (رئيس اتحاد ملاك العقار ورئيس مجلس حي منطقة السالمية ) ان أسرته كانت من أوائل من سكن منطقة الدمنة (السالمية حاليا ) في عام 1950م .
أصل الحكاية
فكان بدء الحديث عن كيفية تغير اسم المنطقة من (دمنة ) إلى السالمية ، فروى لنا الظروف التي لابستها قائلاً :
في سنة 1952 , اكتشفنا أن لوحة تحمل اسم ” العنبرة ” عند مدخل ” الدمنة ” قريب من موقع مركز الإطفاء الحالي ، بجوار مسجد الشراح وبراحة الأذينة ، لم يلق اسم ” العنبرة ” أو “الدمنة” استحسان شقيقي الأكبر عبدالعزيز.
ويستطرد قائلا : عندها تذكرنا حادثة وقعت في عهد الشيخ سالم المبارك “1917 – 1921م ” حينما قام بزيارة ” الدمنة ” في حقبة حكمه ، فوجد أهلها من العوازم يعملون على إقامة سد لحجز مياه الأمطار خلفه ، لتوفير مياه الشرب لهم ولدوابهم ، فمنحهم الشيخ مبلغاً من المال يعينهم على الاستعانة بعمال يساندونهم في إقامة السد .
أسميناها سالمية
لقد استحسن شقيقي عبدالعزيز هذا الحدث ‘ ورأى أن يطلق عليها مسمى ” السالمية ” نسبة إلى الشيخ سالم المبارك ” رحمة الله عليه ” ، بدلاً من العنبرة والدمنة ، فاقترحنا على حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح ” 1950 – 1965م “، تغيير المسمى إلى الاسم الجديد ، فلم يمانع الأمير من إطلاق مسمى والده على المنطقة .
خط السالمية
واسترجع الشيخ ناصر سعود الصباح ( 1922-2002م ) ,الخطوات التي أتبعت لإشهار اسم السالمية بين المواطنين فقال :
بدأنا بإحضار خطاط , عمل لوحة تحمل اسم ” السالمية ” بحرف كبير ، ووضع تحتها عبارة تقول : تخليدا لذكرى الشيخ سالم المبارك الذي ساعد في إنشاء سد السالمية، وأزلنا اللوحة التي تحمل مسمى “العنبرة “، ونصبنا مكانها اللوحة الجديدة ، مؤكداً أن كل ذلك تم في منتصف الليل .
الناس تتفاجيء
وقال : عندما أصبح الناس فوجئوا باللوحة , فأخذوا يرددون اسم ” السالمية ” وأرسلنا إلى سائقي التاكسي في الديرة الذين يصيحون لمناداة الناس لحملهم إلى ” الدمنة “باستبدالها باسم ” السالمية “، وكذلك تم تعديل المسمى في السجل العقاري ، الذي كان يشرف عليه سابقا العم عبدالله الجابر ، وكذلك في البلدية ، وهكذا استقر الاسم ، وأصبح متداولاً بما يذكر بالسيرة الطيبة للشيخ سالم المبارك .
مجلس حي المنطقة
ثم تحدث عن ظروف انشاء مجلس حي منطقة السالمية الذي كان يترأس مجلس إدارته حينها ، موضحاً انه حرص على تلبية احتياجات المواطنين وتلافي القصور في خدمات المنطقة ..
القنص وغزلان الجهراء
وتشعبت جوانب الحوار مع الشيخ ناصر السعود الصباح رحمة الله عليه إلى رعاية ( اثل الخالد ) المتواجد في السالمية منذ القدم ، وهواية القنص ( الصيد) التي جمعته واخوته الاربعة حولها ، فأنتجوا فيلما سينمائياً توثيقياً لأحدى رحلاتهم لتلفزيون الكويت، فحرص على بثه في بعض المناسبات ، وتحدث عن اختفاء الغزلان من منطقة الجهراء ، كما تحدث عن الشخصيات التي يتخذها قدوة من أسرة الصباح الكريمة .
حجي زيد مربي الأسرة
ويتجه حديث الماضي إلى منحى آخر , فنسأله: هل اتبعت أسرة الصباح الكريمة في الماضي نهجاً في تربية أبنائها يشبه منحى السلاطين القدماء , الذين عهدوا بأبنائهم إلى ادباء ومفكرين لتربيتهم ؟ فرد قائلا : هذا أمر لم نلحق عليه ، ولعله كان سائداً لدى العرب والكويتيين قديماً ، ولكنني اشرت في حديثي إلى حجي زيد ، حيث عهد إليه تربية أبناء الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت الاسبق ، وأصبحوا الآن حكام البلاد ووزراء.
واستطرد : كان حجي زيد من خيرة الرجال , وتولى تعليم أبناء الأمير ” يقصد الأمير الراحل جابر الأحمد رحمة الله عليه ” و” الامير الحالي الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ” العلوم المختلفة ، وكان يلازمهم في كل خطواتهم ، وكل من تولى تربيتهم أصبحوا من خيار الناس .
تهديدات قاسم
وسار بنا ختام أطراف الحوار مع ضيفنا الكريم إلى حقبة تهديدات عبدالكريم قاسم حاكم العراق للكويت , فقال محدثنا :
في بداية الاستقلال عام 1961 , هدد رئيس الوزراء العراقي بغزو الكويت ، فحضرت القوات العربية والبريطانية إلى البلاد ، للذود عن استقلالها الطري ، وعهد إلينا أبناء الأسرة بأسلحة ، وأمرنا بتولي قيادة مجموعات تقدر بخمسين شخصا من أهل البادية ,لحماية الحدود ، حيث لم يكن لدينا جيش نظامي بعد ، ولكن الحمد لله ، مرت الظروف الحالكة بخير، ولم يحدث شيء وبقيت الكويت سالمة لأهلها.
نقلا عن تراثنا – العدد الثالث