أوراق مضيئة في مسيرة أحمد المبارك 15
بدأت بضربة شمس انتهت بطلب يد أبنة شيخه في المعهد الديني
تراثنا – التحرير :
في هذه الحلقة ،يواصل د . راشد عبدالله الفرحان “وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق ” عبر زاويته “ تراثيات د . الفرحان ” سرد ما سطره في كتابه النادر عن حياة ( الشيخ أحمد المبارك المطوع ) المطبوع في نيودلهي ( الهند ) الطبعة الأولى الوحيدة التي خصنا به.
يتحدث د . راشد الفرحان عن كيفية بدء تعرفه بالشيخ أحمد المبارك المطوع أثناء دراسته بالمعهد الديني حيث توطدت العلاقة من مجرد علاقة طالب باستاذه إلى مصاهرة ، فيقول :بعد أن أقعدني المرض في رأسي عن العمل من ضربة شمس أصابتني ، اتجهت للدراسة ، ولم أجد إلا المعهد الديني الذي كان في أوائل افتتاحه يقبل الكبار والصغار .
د . الفرحان :
-
كان الشيخ أحمد المبارك يضرب بي المثل ويدعو أولاده للأقتداء بي ويقول : هذا رجل عصامي .
-
سألني الشيخ المبارك على درج المحكمة لم لا تتزوج؟ ..فأصبحت صهراً له بزواجي من أم رياض حفيدته !
-
أحبه الحاكم والمحكومين ،وهذب الكثير من اخلاق البدو الجفاة بإخلاقه وسيرته وعمله بما يعلمه .
ويمضي قائلا : كان لدي شغف بالعلم ، فدرست الكثير من كتب اخي فرحان ، الذي سبقني للدراسة في المعهد ، وحفظت بعض المنظومات في الفقه والنحو ، التي قلما أفهم معناها ، فوضعوني في صف متقدم ، فتعرفت على أبناء الشيخ (أحمد المبارك المطوع) ، أزورهم ويزورونني ، حتى وصلت إلى لقاء الشيخ فتعرفت عليه عن كثب .
رحل عصامي
فكان ” رحمه الله ” يشجعني على الاستمرار بالدراسة ، ويشرح لي بعض المسائل التي أسأله عنها ، فتوطدت العلاقة وامتد النقاش ، حتي أنه كان يقول لأولاده اقتدوا براشد ، هذا رجل عصامي ، كما ذكرنا ، وهذا تشجيع منه ” رحمه الله ” .
متى الزواج ؟
يستطرد د .راشد الفرحان: وكانت لي صحبة مع صهره محمد البناي ، فكان دائما يلح عليّ بالزواج ، فيقول : يا راشد تعدى عمرك العشرين وما تزوجت ، ومن كثرة ما ألح علي ، قلت له : على يدك ، وأنا أريد أن أخلص من إلحاحه .
فأسرها في نفسه ، وأخبر الشيخ بذلك ، قال : يا ليت يتزوج واحدة من بناتك ، فلم يرد عليه الشيخ بشيء ، ولم يعد محمد البناي يفتح موضوع الزواج أمامي .
رب صدفة
وفي يوم التقيت مع الشيخ صدفة ، على درج المحكمة ، فقال لي : لم يا ولدي ما تتزوج وأنت طالب علم ، وفي هذه السن ؟ قلت وأنا أريد التخلص : ما رأيت البنت التي أريد ، قال : عندي . قلت : أبنة من ؟ قال : ابنتي ، قلت : موافق .
فدلفنا إلى الشيخ أحمد الخميس ” رحمه الله ” وكان قاضياً للأحوال الشخصية ، وتم العقد على ابنة بنته أم رياض ، فنعم المرأة ونعم أهلها ، فتزوجتها وأنا ادرس في المعهد بأول ثانوي .
وكان زواجي سببا في عودة يوسف المطوع ابن الشيخ للدراسة ، حيث أقام عندنا في الكويت مدة حتي تيسرت المواصلات ، وصرت أرى الشيخ أغلب الأيام ، وأنعم بأخلاقه وأدبه وكرمه .
عالم عامل
ويثني د .الفرحان على المبارك قائلا : وأشاهد حياته ، وكيف يعامل الناس بالعلم والعمل ، فهو بحق عالم عامل ، بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم ، وهو قدوة يقتدي به ، وهذا سر محبة الناس له ، حكاماً ومحكومين ، وسبب تأثيره في من حوله ، لقد هذب الشيخ ” رحمه الله ” كثير من أخلاق البدو الجفاة بهذه السيرة والمعاملة .
طالع : الحلقة السابقة ( الرابعة عشر ) : وقفة مع الأديب محمد الشيبه صهر الشيخ أحمد المبارك المطوع