صفحات بيضاء من تاريخ الصمود 

أمير الكويت يكرم في مهرجان عسكري جنوده العائدين من حروب الاستنزاف 

تراثنا – التحرير :

كان عدد مجلة ( العربي ) الصادر في مارس عام 1975 مميزاً بنكهته واجواءه الحماسية الجياشة ، حيث تمثل المجلة سفيرا للكويت في العالم العربي ، وتعكس من جهة أخرى هموم ولسان حال الشعوب العربية في آن واحد .

افردت العربي جانب من صفحاتها لأحداث جسام وحالة من الغليان تسود الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه بسبب استمرار تداعيات حرب أكتوبر ( رمضان ) الباسلة عام 1973م ، ضد الكيان الصهيوني العدو الغاصب لأرض فلسطين المحتلة.

وسوف نستمع لسر يذاع لأول مرة على لسان شخصية عسكرية كبيرة ، يعلن فيه عن تضحية كبرى في سابقة غير معهودة ، غابت عن اشادة وتمجيد وسائل الإعلام المحلي والعربي حينها، وهي تخلي الكويت عن غطاءها الجوي العسكري..في سبيل دعم الحق العربي ، فزجت بسلاحها الجوي في معركة الشرف ..وتعيد تراثنا التذكير بها بعد مضي نحو 50 عاما ، كما سيأتي .

اللواء مبارك عبدالله الجابر الصباح :

• أي خطر يهدد كيان بلد عربي هو خطر موجه مباشرة للكويت ولزاما علينا صده .

• الكيان الصهيوني وضع على مبني الكنيست شعار يبين أن حدودهم تمتد من الفرات إلى النيل .

• فوجئت الكتيبة الكويتية التي توجهت إلى رفح فور وصولها بقصف مركز وعلى أرض غريبة عنها .

• ويكشف سرا : سماء الكويت كانت مكشوفة حيث تجردت بعد 14 أكتوبر من طيرانها ، وزجت به في معركة الشرف !

كانت اسرة تحرير العربي حاضرة في قلب الحدث ،وحريصة على إبراز دور الكويت في كل ما يجري ، باعتبارها طرفا معنيا بما يدور، ومشاركا في فعاليات الحرب ، ضد الكيان الاستعماري الصهيوني بكل طاقتها المتاحة.. بألويتها المقاتلة ودماء مقاتليها ، والدعم المالي واللوجستي والإعلامي .

حفل عسكري

يصف كاتب استطلاعات مجلة العربي سليم زبال المهرجان العسكري ألذي أقيم تحت رعاية أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح ” يرحمه الله ” تكريما لعودة ( لواء اليرموك وقوة الجهراء )  للبلاد ، بأنه يعكس: ( صفحة من دور الكويت في معركة التحرير ) .

وكانت الكويت التزاما منها بخطها الإسلامي العربي ، في تحرير ارض فلسطين المغتصبة على ايدي الصهاينة قد شاركت مع اخوانها العرب في معارك دارت على جبهتي سيناء والجولان .

وقد حفل العدد بالصور الملونة للحفل البهيج ، حيث رفعت الإعلام الجديدة , وسلمت لوحدات الجيش العائد إلى أرض الوطن ، ومنحت الأوسمة لاعلام القوات المحاربة ولأسماء الشهداء و الابرار.

تلبية نداء الواجب 

وضم العدد لقاء موسع اللواء مبارك عبدالله الجابر الصباح رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي ” يرحمه الله ” ، تحدث فيه عن تلبية الكويت لنداء الواجب نحو نصرة الحق : ” أننا نؤمن أن أي خطر يهدد كيان أي بلد عربي،  هو خطر موجه مباشرة للكويت ، ولذا فقد كان لزاما علينا أن نقوم في الحال بتنفيذ جميع التزاماتنا لصد هذا الخطر “.

ومضي الى القول : إن الطموح الصهيوني لا حدود له ، وهو طموح استعماري سجلوه على خريطة معلقة على جدار الكنيست ، تبين أن حدودهم تمتد من الفرات إلى النيل !

اختبار جديد
وفي معرض حديثه عن دور القوات الكويتية المشاركة مع اخوانها في الشام ومصر للتصدي للغازي الصهيوني كشف اللواء مبارك الصباح أنه كان اختبارا جديدا لرئاسة الأركان الكويتية.. وتجربة لقدراتها في ارسال قوات إلى جبهة تبعد 1600 كيلومتر عن الكويت .

عبور القنال
ونوه إلى استلام  القوات واجبها القتالي فور وصولها ، فتقدمت احدى كتائب هذا اللواء ، وعبرت قناة السويس ثاني يوم من وصولها ، وحدد لها واجب في مدينة رفح ، على أن يتم اسنادها ضمن وحدات الجيش المصري.

هجوم مفاجيء
غير ان اللواء كشف انه بينما كانت الكتيبة المتوجهة إلى رفح تترجل من القطار في البلدة ، تعرضت لقصف مركز ، وبدأت الكتيبة اشتباكاتها خارج محطة قطار رفح في ارض غريبة على افرادها ، وسط فوضى عارمة .

وقال بأن قوات الكويت اختتمت اعمالها بحرب التحرير في أكتوبر 1973 م وما تلاها من معارك الاستنزاف علي الجبهات المختلفة ، حيث خاضت غمارها ببسالة ، وسقط العديد من رجالها شهداء ” يرحمهم الله ” .

تجردت الكويت من سلاح طيرانها

واسر اللواء مبارك جابر الصباح ل ( العربي) بخبر مفاده ان الكويت تجردت بعد 14 أكتوبر من سلاح طيرانها ، وزجت به في معركة الشرف ! مما يشير إلى ان سماء الكويت كانت مكشوفة طيلة تلك الحرب .

كما تحدث عن خوض جنود الكويت البواسل في حرب رمضان ( حرب أكتوبر ) عبر تشكيل قوة الجهراء شاركت شرف القتال مع القوات السورية ، في اليوم الرابع لاندلاع القتال ..

وتحدث اللواء الصباح عن استمرار الاشتباكات على الجبهات طوال تلك الفترة ، وسقوط الشهداء واصابة الجنود ، والكثير من الجرحى يعالجون في المستشفيات..

لقطات من ( العربي ) 

وسام لابن الشهيد

مرسوم أميري بدخول الحرب 

صورة الشهيد بين الابن والابنة 

قائد لواء اليرموك

جبهة الجولان

من الصحراء إلى الثلوج

ارتال صلاح الدين 

نسأل الله الغفور الرحيم لشهداء الكويت والمسلمين وامواتنا وامواتهم ان يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ، ويسكنهم في فردوسه الأعلى ويبدلهم دار خير من دارهم وأهل خير من أهلهم بواسع فضله وبإذنه تعالى ، ويلهم اهليهم وذويهم واحباءهم الصبر والسلوان ، وأن يربط على قلوبهم ويؤجرهم على مصيبتهم ويخلفهم خيرا منها ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ( الحديث الشريف ) .

هذا العدد

مجلة العربي – العدد 196 الصادر في مارس 1975م من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق .

الصور:

-مجلة العربي – تصوير عبدالرحمن شقرة