أتقن علم الفلك خوفاً من لمع البرق وقصف الرعد ! (2)
تراثنا – التحرير :
بمناسبة تطبيق الدكتور الفلكي صالح العجيري المائة على مولده في يوليو 2020 ، ارتأت تراثنا أن تحتفي بمولده بطريقتها التوثيقية الخاصة ، حيث نستكمل نشر الحلقة ( الثانية ) منتقاة من كتاب ( ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري ) الصادر عام م 1980 (1).
د .صالح العجيري
-
أطلع العجيري على روزنامة وضعها العصفور والعسعوسي تتعلق بحساب المواقيت فاستوعب معلوماتها وصحح أخطاءها !
-
تعلم جداول الشهور والمواقيت للمنطقة على يد قريب والده نصر الله العبد الرحمن فصار يشرح لأستاذه ما خفي عنه !
وعن بدء هواية التعلق بعلم الفلك ، فيشير الكتاب إلى أن أصلها يرجع أيام طفولته ، فلقد كان يخاف من الظواهر الطبيعية مثل هبوب الرياح وقصف الرعد ووميض البرق ، وكان أهله وكل من يحيط به يهدؤون من روعه ، ويوضحون له أن هذه الظواهر انما تأتي نتيجة لتغييرات فصولية ، قدرها الباري عز وجل ، فنزول المطر أوانه الشتاء ، ويكون مصحوباً بالرعد والبرق ، والريح المحملة بالغبار تأتي في مواسم وفصول من السنة .
وهكذا صار عليه أن يتعرف على تلك المواسم ومواعيد وقوعها ، ولعل ذلك من باب ” اعرف عدوك ” .
المحاولة الأولى
وتحت هذه العنوان الفرعي ، نتوقف عن أولى محاولات محمد العجيري معرفة المواقيت ، إذ لما أحس والده ” يرحمه الله ” برغبته في ذلك ، أرسله إلى أحد معارفه وهو نصرالله العبد الرحمن ” يرحمه الله “، وكان يقتني كتاباً من تأليف الشيخ العيوني ” يرحمه الله ” من علماء الأحساء ، يحتوي على جداول الشهور و الأوقات لتلك المنطقة بصورة مبسطة .
وقد استوعب العجيري جميع المعلومات التي فيها ، ثم صار يشرح لمدرسه فيما بعد ما خفي عليه من معلومات فيها ، ثم اطلع بعد ذلك على نتيجة ( روزنامة ) قديمة ، من وضعها كل من محمد بن عيسى العصفور و حسين العسعوسي ” يرحمهما الله ” في سنة 1933 م ، تتعلق بحساب المواقيت والنوروز ، فاستوعب المعلومات التي تحتويها ، ثم صارت له فيما بعد الملكة بحيث صار يصحح ما ورد في الكتاب من أخطاء .
الربع المجيب
ثم خطى بعد ذلك في دراسته خطوة واسعة ، فقد درس على يد عبدالرحمن قاسم الحجي ” يرحمه الله ” علم الربع المجيب ، وكان درسه في الحجاز ، والربع المجيب عبارة عن آلة تتكون من ربع دائرة ، تصنع من صفائح النحاس والخشب والخيوط الحريرية ، وثقل من الرصاص ، ترسم على وجها البروج والدوائر المختلفة .
وكذلك .. الدرجات والجيوب تشبه الاسطرلاب ، إلا أنها تخدم جميع العروض الجغرافية ، ومنها تعرف مواقيت الصلاة واتجاه القبلة، بالإضافة إلى مسائل هندسية لها علاقة بالمواقيت والقياسات الأخرى .
وقد طورها الكثيرون من علماء المسلمين في الشام والحجاز ، ولعل آخر من ألف فيها هو الشيخ حمد بن خليفة النبهاني ” يرحمه الله ” ، والعجيري بعد أن تتلمذ على يد عبدالرحمن الحجي ” يرحمه الله ” اتصل بأبناء النبهاني ، واكمل دراسته عندهم ، وأخذ عنهم منازل الشمس والقمر .
وكانت أول بداية له في التعرف على صور السماء من النجوم والأبراج والكواكب ، ثم حاول العجيري بعد أن أتقن دراسة الربع المجيب أن يرسمه بصورة موسمه ، إلا أنه لم يستطع أن يتغلب على مشكلة مقياس الرسم ، لكن دخيل الرشيد ” يرحمه الله ” أوحى إليه بفكرة كانت هي السبيل إلى تحقيق مطلبه .
وتتلخص الفكرة في استعمال البوصلة ، أو كسورها بالقدر المناسب على طرفي زاوية قائمة ، ثم تنزل الخطوط من جيب التمام ، ومن جيب الستيني لتتقاطع وتكون مربعات ، يمر المتحان من زواياها للتأكد من تقاطعها الصحيح ، ثم تنتهي بقوس الارتفاع .
هامش :
1- صدر كتاب ( ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري ) بمناسبة تكريمه عام 1980 م من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي .
الصور من :
– كتاب ( ما لم يذكر عن حياة صالح العجيري )
– الوكالات
– شبكة الانترنت
– الربع المجيب ( الوثيقة )
– عبدالرحمن قاسم الحجي (ويكيبيديا )
– محمد بن عيسى العصفور ( كل شيء كويتي )
طالع : الحلقة السابقة ( الأولى ) : ( استضافه الرشايدة فعشق العجيري علوم الفلك من صحراءهم )