صفحات مطوية من تاريخ الكويت
رفض النجدي طلب المؤرخ الشملان مقابلته تلفزيونياً إذا لم تبث كاملة !!
تراثنا – التحرير :
يبقى كتاب رحلة أبناء السندباد الذي ألفه آلن فلييرز مادة خصبة ، مازالت تأتي أُكلها ، رغم تكرار طبع الكتاب ، من عدة اطراف عبر سنوات خلت ، إلا أنه مع كل طبعة ،هناك فائدة وإضافة جديدة ، واسرار لم يُكشف عنها اللثام ، تأتي في المقدمات وهوامش الكتاب.
كتاب (الإبجار مع أبناء السندباء) نقلا عن مقالة نشرتها مجلة (الجغرافية الوطنية) للمؤلف فلييرز ، تنضم إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق ، إهداء من الباحث النشط صالح المسباح ، وترجمة محمود فكري ، وقدم له ناصر حسين النجدي، يقع الكتاب في 67 صحفة من الحجم الوسط ، طُبع عام 2018 “الطبعة الأولى ” .
• تنبأ النجدي بوفاته وقال لصديقه ” عبدالله سوف أموت في البحر “فلم يعثروا عليه بعد رحلة صيد بحرية !
• آلن فلييرز كتب مقالة في ناشيونال جيوغرافيك ملخصة عن كتابه أبناء السندباد عام 1948 .
• المقالة موثقة بصور لم تنشر في الكتاب الأم وتضمنت تصحيحاً لبيانات وأسماء خاطئة .
تصفحت تراثنا الكتاب ، وتوقفت بين سطوره ،واختارت مقتطفات منه ، بغرض توفير إطلالة سريعة لتعريف القارئ النهم ، والباحث المهتم ، والراغب باقتنائه ضمن مكتبته .
مقالة ثرية
يقول ناصر حسين النجدي ” أكبر أحفاد النوخذة علي النجدي ” في مقدمته عن الكتاب بطبعته الأخيرة : قرأت سابقاً الطبعة الأصلية وترجمتها ، وها أنا الآن أطلع على هذه المقالة القيمة للكاتب آلن فيليرز المنشورة في مجلة National Geograpic سنة 1984 والتي لخصت الكتاب ألأصلى في صفحات قليلة ، ولكنها في غاية الثراء ، بوصف الحياة لشخص اوربي على مركب شراعي كويتي كبير، يبحر في إحدى رحلاته الطويلة إلى سواحل شرق أفريقيا وزنجبار .
معايشة ولقاء
ويستطرد : ” فأنا عشت والتقيت مع الكثير من أشخاص هذه الكتب ، وعلى رأسهم النوخذا علي ناصر النجدي ، فقد عشت في كنفه طفولتي وشبابي المبكر ، وأيضا رأيت الكاتب آلن فيليرز سنة 1967 م أثناء زيارته للكويت ، والتقيت بالعديد ممن ذكروا في الكتاب ، مثل النوخذا حمد بن سالم وعبدالله النجدي ومحمد العميري ”
ملابسات الكتاب
ومن جهته ، يأتي المترجم محمود فكري في مقدمته ، ليضع النقاط على الحروف ، وموضحاً ملابسات ترجمة ” المقال ” وطبعه في كتاب ، فيقول : ” لقد وقعت تحت نظري مقالة قيمة بعنوان ” الإبحار مع أبناء السندباد ” في عدد نوفمبر 1948 م ، من المجلة ” الجغرافية الوطنية ” التي تصدر في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة ، إن نشر مقالة في هذه المجلة الأمريكية العالمية الراقية يعد امتيازا وفخرا لكاتبها” .
صور مميزة
وعن أبرز محتويات المقالة يقول فكري : ” تشتمل تلك المقالة على خريطة واحدة وتسع صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود من تصوير مؤلف المقالة ،و هو القبطان الأسترالي الكبير ” آلن فيليرز Alan Villieres 0 ” 1903 – 1982 م ) والمؤلف كاتب موهوب ، ومصور ماهر ، إن موهبته في الكتابة واضحه بأسلوبه الأدبي الساخر الجذاب ، وتشهد الصور الفوتوغرافية الجميلة التي التقطها بمهارته في فن التصوير ..”.
تصحيح أخطاء الكتاب الأم
ويسوق المترجم فكري معلومات جديدة ذكرها المؤلف فيليرز في مقالته تضمنت تصحيح لأخطاء وقع فيها في كتابه الأم ، مثل انه ذكر اسم علي بن ناصر النجدي صحيحاً في المقال، في حين ذكره في كتابه على أنه عبدالكريم بن مشاري العبدالرزاق النجدي !! كما أنه ذكر اسم بوم ( مركب ) النجدي صحيحاً ، وهو بوم ( بيان )Bayan في حين انه ذكر في كتابه بأن اسم البوم هو ( انتصار الحق ) Triumph Righteousness!
مجلة البعثة نشرتها
ويثني المترجم على الصور المرفقة في المقالة ، حيث تضمنت شرحاً مختصرا لها ، بخلاف الكتاب الأصلي ، منوهاً إلى ان ملخصاً عن المقالة نُشر بالعربية ، وبدون أي صور في صفحة واحدة ونصف الصفحة، بعنوان ” رحلة مع أبناء السندباد ” في عدد مارس 1949 من مجلة البعثة الكويتية التي كان يصدرها ” بيت الكويت ” بمصر كل شهر .
مختار كيفان
ويشير فكري إلى ان النوخذا النجدي بعد أن ترك الأبحار تفرغ لأعماله التجارية ، إلى أن أصبح في سنة 1976 مختار منطقة كيفان السكنية ، حيث يقع سكنه منذ سنة 1958 م .
لا للبتر !
ومن المواقف اللافتة التي يذكرها المترجم في المقدمة ، ما يفيد بأن المؤرخ الكبير سيف مرزوق الشملان معد ومقدم برنامج (صفحات من تاريخ الكويت) وبرفقته صالح شهاب (وكيل مساعد وزارة الإرشاد والأنباء)- يرحمهما الله- قد زارا النجدي في ديوانه عام 1968 م بهدف إجراء مقابلة للبرنامج التلفزيوني ، فرحب النجدي إلا أنه اشترط ان تعرض المقابلة كاملة في التلفزيون” فاعترضا عليه بأن هذا لا يجوز، وناقشاه في ذلك ، ولكن النجدي لم يقتنع برأيهما وأصر على شرطه ، برغم أنه لم تكن له ميول سياسية ، فلم تتم المقابلة ، وهذه الرواية ترينا جانباً من شخصية النوخذا الكبير ”
شهيد البحر
وتحت هذا العنوان يذكر فكري مفارقة أليمة حيث تنبأ النجدي (رحمة الله عليه) بكيفية وفاته ، إذ قال لصديق دربه النوخذا عبدالله عبدالعزيز القطامي : ” عبدالله.. سوف اموت في البحر ” !ّ
ونقل عن د .يعقوب الحجي قصة وفاة النوخذا الكبير ، ملخصها أنه في فبراير 1979 م .. سمع أن النوخذا علي النجدي – يرحمه الله -ذهب في رحلة لصيد الإسماك مع أثنين من رفاقه من عائلة الهولي ، ولم يعودا منها ، وبعد عشرة أيام عُثر على أحد الاخوة (سليمان الهولي) وركب على ” بوية ” لإرشاد السفن ، أما النوخذا علي ورفيقه (عبدالوهاب الهولي) فقد غرقا – يرحمهما الله ، ولم يعثر إلا على واحد منهما بعد عدة أيام قرب الحدود الكويتية – السعودية ملقي على الساحل !
هامش
حفيد السندباد يزور رئيس مركز المخطوطات والتراث ( هنا )