1909 – 1999م
الطنطاوي شاهد على رجال عصره (الحلقة6)
تراثنا – التحرير:
في كتابه (الطنطاوي شاهد على عصره ورجاله)، يسطر أ . د أحمد بكري عصلة – يرحمه الله – شهادة الشيخ علي الطنطاوي على شخوص عصره، وفي هذه الحلقة يتناول بشهادته شخصيات عسكرية وسياسة أول من أبتدعت الانقاب العسكري في بلادها ،ومازالت آثار أفعالهم تلقي بظلالها على جراحات الوطن العربي .
الطنطاوي :
-
حسني الزعيم والشيشكلي وعبدالناصر أول من أدخلوا الحكم العسكري إلى الوطن العربي وقضوا على كل حالم بعودة الديمقراطية بأي شكل !
-
جمال عبدالناصر قاد انقلاباً على الحكم الملكي الوراثي في مصر ثم واصل توريث الحكم لأثنين من العسكريين من بعده تشبثاً بالحكم !
-
القوتلي أول رئيس في سورية يصل إلى الحكم بانتخابات نزيهة رئيساً مدنياً فاعتقله الزعيم وقضى على ثمار الثورة السورية .
(حسني الزعيم ، وأديب الشيشكلي، وجمال عبدالناصر) و (حسن الخراط ، وشكري القوتلي) فينقل د . أحمد بكري عصلة عن الشيخ الطنطاوي بشأنهما حيث يوضح أن : هذان فريقان سياسيان : الأول عسكري مال إلى السياسة ، والآخر مدني خدم السياسة : فالفريق الأول أدخل رجاله إلى الوطن العربي الحكم العسكري ، بقيادة حسني الزعيم وأديب الشيشكلي ، انقلابين عسكريين على الحكم المدني الرائع الذي حقق ديمقراطية تحكم بها سورية اليوم (حينئذ) لقد قضيا بما فعلاً على كل حلم بعودة الديمقراطية ، بأي شكل من أشكالها إليها .
إنقلاب عبدالناصر
ويستطرد الطنطاوي : أما جمال عبدالناصر فقاد انقلاباً عسكرياً على الحكم الملكي في مصر ، ولكنه استمر بما يشبه التوريث لاثنين من العساكر تشبثاً بالحكم إلى الأبد ، لولا اغتيال الأول ، وهو أنور السادات ،ومحاكمة الآخر وسجنه بعد الثورة الأخيرة في مصر ، في محاولة لايجاد حكم ديمقراطي لم تعرفه مصر في حياتها .
القوتلي الرئيس المدني
وأما الفريق الآخر : ففيه حسن الخراط الحارس الليلي في أحد أحياء دمشق ، الذي تمكن من قيادة ثورة شعبية سياسية ضد الفرنسيين ، والآخر شكري القوتلي الذي ولي رئاسة الجمهورية العربية السورية ، رئيساً مدنياً ،وصل إلى الحكم عن طريق الانتخابات النزيهة .
بدعة الانقلابات
فحسني الزعيم ، وإن كان من أسرة صالحة طيبة ، كما يقول الطنطاوي ، ابتدع وهو برتبة مشير في بلاد العرب بدعة الانقلابات سنة 1949 م – كما يقول الطنطاوي أيضا – فقضى على ثمار الثورة السورية ، واعتقل الرئيس المنتخب ، وجر البلاد برعونته وسوء تصرفه إلى إنقلابات أخرى ، حتى وصلت سورية إلى ما وصلت إليه اليوم (حينئذ) ،أما العقيد الشيشكلي فلا يخرج عن هذا ، بل هم حلقة متممة .
اجتمع به الطنطاوي – يقصد بالشيشكلي – مرتين من دون أن يسعى إلى ذلك، كان الأول بصحبة الشاعر أنور العطار ، وكان العقيد لطيفاً أديباً كاسمه ، وفي منتهى الكرم أمأ الثاني فكان بطلب من العقيد .
وحاول الطنطاوي الاعتذار ولكنه لم يستطع لشدة الالحاح عليه ، وتم اللقاء في مكتبه ، وقدم القهوة بنفسه .. ثم صرح عما يريد ، يقول الطنطاوي : “قال أنه عازم على نشر دستور جديد ، قد استشار فيه أهل الحل والعقد ،و أراد منه الخير للناس والبلد ، وهو يريد مني أن أبدي رأيي فيه في عشر حلقات إذاعية من حديثي الذي كان يذاع بعد صلاة الجمعة كل أسبوع”.
طالع الحلقة (5) :
الشيخ الطنطاوي يتهم الأديب البزم بالتطاول على اساتذته وأصدقاءه
يتبع لاحقا ..
نقلا عن تراثنا العدد 84
أنقر لتفاصيل العدد
تواصل مع تراثنا