جهد ابداعي جسد تطور مدينة الكويت عبر حقب اندثرت بياناتها
تراثنا – التحرير : نكهة الماضي تعود من جديد بذكراها ، وترسم بثوبها الموشى بعبق التاريخ ملامح وجوه أهلها ، التي نحتتها سموم الصحراء و الغوص في أعماق البحار..كل هذا تبلور في لوحات تشكيلية ، أهداها عضو جمعية المؤرخين الكويتية الباحث بشار خليفوه الى مركز المخطوطات والتراث والوثائق لتعبر عن بانوراما تمثل حقب نشأة مدينة الكويت و تطورها بدءا 1760 م و1860 م وحتى الآن .
وتمثل اللوحات جهد بحثي ابداعي مكثف مشترك قام به الباحث بشار خليفه ونفذه الفنان والباحث التشكيلي أسعد بوناشي أعتمد على إخراج ما في بطون الكتب من بحوث ودراسات من مصادرها القديمة ، الى تصوير عملي مجسم لفترة لا تتوفر لها مراجع تصويرية .
لاقى الباحثان صعوبات جمة في الوصول إلى مصادر المادة ، خاصة وانها مشتتة بين جهات عدة ، وجعلا من الاسوار التي أقيمت ، منطلقا يمثل مراحل تطور مدينة الكويت من ” حصن ” طيني صغير أسس عام 1600م تقريبا ، حوله بيوتات متفرقة لا تزيد عن 500 بيت تقريبا تعبر عن لوحة ” بانوراما الكويت الاولى ” ، إلى أسوار لها بوابات قائمة تضم مناطق ، ومساكن ومساجد وخدمات ممتدة الى الآن معبرة عن ( بانوراما الكويت الثانية ).
واعتمد الباحثان على مصادر بحث متنوعة ، فعلى الصعيد المحلي تمت الاستعانة بالمكتبات والمؤرخين الكويتيين وما توفر من خرائط لدى مركز البحث والدراسات الكويتية .
ولم تتوقف عمليات البحث وتقتصر على المصادر المحلية ، بل توسعت إلى زيارات ميدانية شملت المكتبة البريطانية في لندن والارشيف العثماني في مدينة اسطنبول ، ومركز الأبحاث البرتغالي بما حواه من خرائط وابحاث ساهمت في اخراج الفكرة من مخيلة الباحثين الى مكونات قابلة للتنفيذ .
والفكرة التي كانت وليدة مشاورات بين الباحثين في عام 2006 أثمرت انجاز لوحة ” بانوراما الكويت الاولى ” بعد ابحاث موسعة ، اكتملت عناصرها و فكرتها برسم لوحة في 2007 م ن ضمت 16 معلما من معالم الكويت في تلك الحقبة تمثل عام 1760 م ..ولم تكن الفكرة بدعاً ، حيث حرص الباحثان على دراسة التجارب الاوروبية التي سبقت في هذا المجال ، للاستفادة منها في مجال رسم مكونات اللوحات ، غير انهم فضلا استخدام الزيتية لضمان اطول فترة استدامة للوحات لتمثل مرجعا للأجيال القادمة بصورة تقريبية .
وتمثل اللوحة الثانية ” التي بدأت عام 1860 م تقريباً بانوراما الكويت الثانية ” امتدادا ، للوحة الاولى ، وتعكس تطور السور وتوسع المدينة ، بدوائرها المعروفة ، الدوار الاول والثاني والثالث ..الخ ،وضمت كما اشرنا نحو 60 معلما كما اشرنا ، بالإضافة الى السور الثاني والمقابر وغيرها .
الجدير بالذكر ان العمل حظي باهتمام الباحثين واساتذة جامعة هارفارد الامريكية وقام التلفزيون الهندي بعرضها على شاشته في حين عرضها الطيران البريطاني ضمن فيلم وثاقي عن الكويت ونالت شهادات تقدير من قبل اساتذة التاريخ .
وقد تمخضت الجهود المتتابعة المضنية عن تكوين لوحة كبيرة بطول 3 امتار وعرض مترين تغطي تلك الحقبة المنسية في التاريخية بصورة تقريبية يبني عليها الباحثين في المستقبل رؤياهم ودراساتهم .
الصفحة الرئيسية تراثنا
الإشتراك في خدمة تلقي الاخبار الإسبوعية
التعقيبات والمساهمات ضمن بريد القراء أدناه